شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، مواصلة خسائرها للجلسة الثانية على التوالي، وسط تحذيرات من وكالة الطاقة الدولية بشأن احتمال حدوث فائض كبير في المعروض العالمي خلال عام 2026، إضافة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما يعزز المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة.
ويأتي هذا التراجع في ظل توقعات بتزايد المعروض من النفط عالميًا من قبل تحالف “أوبك+” والمنافسين، بالتزامن مع إشارات متباينة بشأن الطلب، إلى جانب تراجع المخاطر الجيوسياسية، مما يضع السوق أمام ضغوط متزايدة تهدد استقرار الأسعار على المدى القصير.
أسعار النفط اليوم
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا أو ما يعادل 0.3% لتسجل 62.18 دولارًا للبرميل.انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 16 سنتًا أو 0.3% ليصل إلى 58.54 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان قد أغلقا جلسة أمس عند أدنى مستوياتهما في خمسة أشهر، في إشارة واضحة إلى حالة الضغط القوية التي تشهدها الأسواق النفطية.
وكالة الطاقة الدولية: فائض كبير في الإمدادات بحلول 2026
أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أن السوق العالمية قد تواجه فائضًا في الإمدادات يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا خلال عام 2026، وهو رقم أكبر من التقديرات السابقة، نتيجة زيادة الإنتاج من دول تحالف “أوبك+” والمنافسين، مقابل تباطؤ نمو الطلب العالمي.
وقال كبير محللي النفط في “إل إس إي جي”، إمرل جميل، إن الأسواق تركز حاليًا على وفرة المعروض وسط إشارات متباينة بشأن الطلب، مشيرًا إلى أن تراجع المخاطر الجيوسياسية وتصاعد التوترات التجارية يضيفان مزيدًا من الضغط على الأسعار.
تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين
تجددت الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي، بعد فرض رسوم إضافية على السفن التي تنقل البضائع بين البلدين، ما يزيد من تكاليف النقل ويهدد بتباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي.
وقال محلل الأسواق في شركة IG، توني سيكامور، إن “الأنظار ستظل مركزة على تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والمخاطر التي قد تشكلها على الاقتصاد العالمي”.
وكانت الصين قد أعلنت توسيعًا كبيرًا لقيود تصدير المعادن النادرة، في حين هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 100%، وتشديد قيود تصدير البرمجيات بدءًا من الأول من نوفمبر.
مخزونات النفط الأمريكية تحت المراقبة
يراقب المستثمرون عن كثب بيانات المخزونات الأمريكية للحصول على إشارات حول الطلب المحلي، حيث تشير التوقعات الأولية إلى ارتفاع مخزونات الخام بنحو 200 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في 10 أكتوبر، مع توقعات بانخفاض مخزونات البنزين والديزل.
ومن المقرر صدور تقرير معهد البترول الأمريكي مساء الأربعاء، على أن تعلن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بياناتها الرسمية غدًا الخميس، بعد تأجيلها بسبب عطلة “يوم كولومبوس”.
نظرة مستقبلية
يعكس هذا التراجع المستمر في الأسعار مزيجًا من الضغوط الأساسية المرتبطة بفائض المعروض وضعف الطلب، إضافة إلى العوامل الجيوسياسية والتجارية التي تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق. ويتوقع محللون أن تظل الأسعار تحت ضغط في المدى القريب، ما لم تظهر مؤشرات قوية على تحسن الطلب أو خفض الإنتاج من كبار المنتجين.