شهدت البورصة المصرية حالة من النشاط الإيجابي في ختام تعاملات جلسة أمس الاثنين، لتواصل مسيرة الصعود الجماعي التي بدأتها منذ مطلع الأسبوع، مدعومة بمكاسب قوية في أسهم قطاعات البنوك والعقارات والخدمات المالية.

ونجحت مؤشرات السوق في إنهاء الجلسة على ارتفاعات متباينة، بينما سجل رأس المال السوقي مكاسب تجاوزت 12.103 مليار جنيه، ليغلق عند مستوى 2.730.339 تريليون جنيه، وسط تداولات نشطة وميل عام نحو الشراء من جانب المؤسسات المحلية والأجنبية.
صعود المؤشر الرئيسي واستمرار الأداء الإيجابي للأسهم القيادية
واصل المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” صعوده الطفيف خلال جلسة الأمس، مرتفعًا بنسبة 0.17% ليغلق عند مستوى 37,975 نقطة، بدعم من أداء قوي لعدد من الأسهم القيادية، وعلى رأسها أسهم البنوك الكبرى وشركات الخدمات المالية غير المصرفية.
ويرى محللون أن تحسن المؤشر الرئيسي يعكس ثقة المستثمرين في قوة أداء السوق المصري واستمرار تدفقات السيولة نحو الأسهم ذات الوزن النسبي الكبير، خاصة مع توقعات باستقرار أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
كما صعد مؤشر “إيجي إكس 30 محدد الأوزان” بنسبة 0.16% ليغلق عند 46,585 نقطة، فيما ارتفع مؤشر “إيجي إكس 30 للعائد الكلي” بنسبة مماثلة بلغت 0.17%، ليصل إلى 17,101 نقطة، في إشارة إلى استمرار التحسن في العائد الإجمالي للمستثمرين.
وأشار متعاملون إلى أن الأداء المتوازن للمؤشرات الثلاثة يعكس استقرارًا نسبيًا في الاتجاه العام للسوق، مع ترقب المستثمرين لنتائج أعمال الشركات المدرجة عن الربع الثالث من العام، والتي يُنتظر أن تقدم مؤشرات واضحة حول مدى تعافي الاقتصاد المصري في ظل الظروف الإقليمية والعالمية الراهنة.
مكاسب جديدة لأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة
على صعيد آخر، واصلت أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة تحقيق أداء إيجابي، حيث ارتفع مؤشر “إيجي إكس 70 متساوي الأوزان” بنسبة 0.2% ليغلق عند 11,889 نقطة، مدعومًا بمكاسب قوية في عدد من أسهم القطاعات الخدمية والصناعية. كما قفز مؤشر “إيجي إكس 100 متساوي الأوزان” بنسبة 0.26%، ليغلق عند مستوى 15,642 نقطة.
ويرجع هذا الصعود إلى نشاط ملحوظ في التداولات على أسهم المضاربات والشركات الناشئة، خاصة مع توجه المستثمرين الأفراد نحو اقتناص فرص سريعة لتحقيق أرباح قصيرة الأجل، في ظل حالة من التفاؤل النسبي تسود السوق عقب استقرار سعر الصرف وثبات المؤشرات الاقتصادية الكلية.
كما يرى خبراء أن أداء مؤشرات السوق خلال جلسة الأمس يعكس توازن قوى العرض والطلب، مع ميل تدريجي نحو الشراء الانتقائي للأسهم التي تمتلك مقومات نمو قوية. وأشار بعض المحللين إلى أن استمرار هذا الأداء الإيجابي مرهون بقدرة السوق على تجاوز مستوى المقاومة النفسي البالغ 38 ألف نقطة بالنسبة للمؤشر الرئيسي.
نظرة مستقبلية متفائلة للسوق المصرية
توقع خبراء سوق المال أن يواصل السوق المصري أداءه الإيجابي خلال الجلسات المقبلة، خاصة في ظل استمرار السياسات النقدية الداعمة للاستثمار واستقرار معدلات التضخم نسبيًا. وأوضحوا أن الاتجاه الصعودي الحالي قد يشهد بعض عمليات جني الأرباح الطبيعية، إلا أن ذلك لن يغير من الاتجاه العام الصاعد على المدى المتوسط.
كما أشار المحللون إلى أن زيادة معدلات السيولة، وعودة المستثمرين الأجانب تدريجيًا، تمثلان عاملين أساسيين في دعم حركة السوق خلال الربع الأخير من العام، خاصة مع تزايد الثقة في الاقتصاد المصري بعد الإجراءات الإصلاحية التي تبنتها الحكومة والبنك المركزي.
وفي ختام الجلسة، اتفق الخبراء على أن الأداء الجماعي الإيجابي لمؤشرات البورصة المصرية يعكس مرحلة من الاستقرار والثقة المتزايدة في السوق، مع توقعات بمواصلة الارتفاعات التدريجية خلال الفترة المقبلة، ما لم تظهر متغيرات خارجية تؤثر على معنويات المستثمرين.