قفزت أسعار النفط العالمية بنحو 2.5% خلال تعاملات اليوم الخميس، مواصلة المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، وسط تجدد المخاوف بشأن الإمدادات النفطية بعد إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على شركتي النفط الروسيتين روسنفت ولوك أويل، في خطوة تُعيد تسليط الضوء على تداعيات الصراع الروسي الأوكراني على سوق الطاقة العالمية.
وتأتي هذه القفزة في الأسعار في وقتٍ يشهد فيه العالم حالة من القلق المتزايد حيال الإمدادات النفطية، لا سيما بعد تحركات أمريكية وأوروبية جديدة تستهدف قطاع الطاقة الروسي، أحد أكبر مصادر النفط الخام عالميًا.

أسعار النفط اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025
شهدت جلسة اليوم ارتفاعًا واضحًا في العقود الآجلة لكل من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط، مدعومة بمخاوف السوق من تراجع المعروض العالمي، وجاءت الأسعار كالتالي:
- خام برنت: ارتفع بمقدار 1.56 دولار أو 2.49% ليصل إلى 64.15 دولارًا للبرميل.
- خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي: صعد بمقدار 1.53 دولار أو 2.62% ليبلغ 60.03 دولارًا للبرميل.
هذا الارتفاع يعكس تفاعل الأسواق الفوري مع العقوبات الأمريكية الجديدة التي أعادت التوترات الجيوسياسية إلى واجهة التداولات النفطية.
عقوبات أمريكية جديدة على شركتي روسنفت ولوك أويل
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على شركتي النفط الروسيتين العملاقتين “روسنفت” و“لوك أويل”، مؤكدة استعدادها لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد موسكو إذا استمرت العمليات العسكرية في أوكرانيا.
كما دعت واشنطن إلى وقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الأوكرانية، في حين أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن هذه العقوبات تهدف إلى الحد من عائدات النفط التي تموّل بها روسيا الحرب، عبر تقييد صادراتها النفطية للأسواق العالمية.
أوروبا وبريطانيا تتخذان خطوات مماثلة ضد قطاع الطاقة الروسي
لم تقتصر الإجراءات العقابية على الولايات المتحدة، إذ فرضت بريطانيا عقوبات مماثلة على شركتي روسنفت ولوك أويل، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد روسيا، والتي شملت حظرًا على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، ضمن مساعٍ لتقليل الاعتماد الأوروبي على الطاقة الروسية.
هذه الإجراءات مجتمعة زادت من حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة، وسط مخاوف من أن تمتد العقوبات لتشمل مزيدًا من الكيانات النفطية الروسية خلال الفترة المقبلة.
محللون: العقوبات قد تخنق العائدات الروسية وتقلّص الإمدادات
قالت بريانكا ساشديفا، المحللة في شركة فيليب نوفا، إن العقوبات الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أكبر شركات النفط في روسيا تهدف إلى خنق العائدات التي يمول الكرملين الحرب من خلالها، مضيفة أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تراجع التدفقات الفعلية من براميل النفط الروسية إلى الأسواق العالمية.
ورغم أن العقوبات دفعت الأسعار للصعود بأكثر من دولارين للبرميل في بداية التعاملات، فإن الأسواق قلّصت جزءًا من مكاسبها لاحقًا مع تشكيك المستثمرين في قدرة العقوبات على إحداث تغيير جوهري في حجم المعروض العالمي من النفط، خاصة مع استمرار الطلب القوي من آسيا.
النفط بين السياسة والاقتصاد
يؤكد مراقبون أن أسعار النفط أصبحت مرآة للصراع الجيوسياسي العالمي، حيث تؤثر القرارات السياسية والعقوبات الاقتصادية بشكل مباشر على حركة الأسواق.
ويرى محللون أن استمرار الضغوط الأمريكية والأوروبية على روسيا سيؤدي إلى موجات جديدة من تقلب الأسعار خلال الأسابيع المقبلة، في ظل بحث الأسواق عن توازن بين الإمدادات المحدودة والطلب العالمي المتزاي