رغم التحديات الاقتصادية المتتالية التي واجهتها الأسواق المصرية في الآونة الأخيرة، جاء التعديل الأخير في أسعار الوقود دون أن يحدث ارتباكًا ملحوظًا في أسعار السلع الغذائية. فقد أكد المهندس حازم المنوفي، رئيس شعبة المواد الغذائية، أن الأسواق المصرية تشهد استقرارًا ملحوظًا في الأسعار وانضباطًا في حركة البيع والشراء، بفضل وعي التجار، وتوفر السلع، وتكامل الجهود الحكومية في ضبط الأسواق.
وفي ظل الترقب الشعبي لأي تأثير مباشر لزيادة تكاليف النقل والإنتاج، جاء المشهد مختلفًا هذه المرة، حيث عكست الأسواق نضجًا اقتصاديًا وسلوكًا تجاريًا رشيدًا، ما يبرهن على قدرة السوق المحلي على التكيف مع الظروف دون تحميل المستهلك أعباء إضافية.
استقرار ملحوظ في الأسواق رغم ارتفاع الوقود
أوضح المنوفي خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي إيهاب الديك في برنامج “ثروتنا” على قناة المحور، أن الفرق الميدانية التي تتابع الأسواق منذ اليوم الأول لتعديل أسعار المحروقات، لم ترصد أي زيادات غير مبررة في أسعار السلع الغذائية. وأكد أن هذا الأمر يعكس التزام التجار بالعقلانية في التسعير، وتعاونهم مع سياسات الدولة الهادفة إلى حماية المستهلك.
وعي التجار والموردين يحد من الزيادات
وأشار المنوفي إلى أن التجار والموردين أظهروا وعيًا كبيرًا في التعامل مع زيادة تكاليف النقل والإنتاج، من خلال امتصاص جزء من الارتفاع في الأسعار بدلًا من نقله إلى المستهلك مباشرة. كما أن الحكومة أكدت عدم وجود أي زيادات جديدة في أسعار الوقود خلال العام الجاري، مما ساهم في تعزيز حالة الاستقرار والطمأنينة داخل السوق.
وفرة السلع وانخفاض الدولار دعم استقرار الأسعار
وأضاف رئيس الشعبة أن السوق المصرية تمتلك قدرة على امتصاص تأثير ارتفاع أسعار الوقود، وذلك بفضل وفرة السلع الأساسية وانخفاض أسعار الدولار نسبيًا، مما ساعد في تقليل تكاليف الاستيراد ودعم توازن الأسعار. وأشار إلى أن تلك العوامل ساهمت في الحد من أي موجات تضخمية محتملة خلال الأسابيع المقبلة.
مبادرات خفض الأسعار ودور الدولة في الرقابة
أكد المنوفي أن مبادرات خفض الأسعار، مثل المجمعات الاستهلاكية التي توفر السلع بأسعار تنافسية، لعبت دورًا جوهريًا في تحقيق هذا الاستقرار، إلى جانب الرقابة الحكومية الصارمة على الأسواق. كما أوضح أن هذه الجهود المشتركة أسهمت في تعزيز الانضباط ومنع أي تجاوزات من قبل بعض التجار.
نضج السوق المصري ووعي المجتمع
اختتم المنوفي تصريحاته بالتأكيد على أن ما تشهده الأسواق حاليًا من انضباط واستقرار هو انعكاس لنضج السوق المصري، ووجود وعي مجتمعي متزايد بين التجار والمنتجين الذين أصبحوا أكثر التزامًا بالمسؤولية المجتمعية، دون الحاجة إلى رقابة مكثفة، ما يعكس تحولًا إيجابيًا في الثقافة الاقتصادية داخل السوق المحلية.