شهدت أسعار الريال السعودي مقابل الجنيه المصري حالة من التباين الهادئ خلال بداية تعاملات اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025، إذ استقرت قيمته في معظم البنوك المحلية والأجنبية عند مستويات قريبة من تعاملات الأيام الماضية، وسط مؤشرات على استقرار سوق الصرف المصري وتحسن أوضاع النقد الأجنبي لدى البنك المركزي.
استقرار نسبي في سوق الصرف المصري

يأتي هذا التباين المحدود في أسعار الريال السعودي في ظل هدوء نسبي في حركة السوق، بعد انتهاء موسم الحج والعمرة، الذي عادة ما يشهد زيادة كبيرة في الطلب على العملة السعودية من جانب شركات السياحة والمعتمرين. ومع تراجع هذا الطلب الموسمي، عاد السوق إلى حالة من التوازن، مدعومًا بسياسات البنك المركزي الرامية إلى الحفاظ على استقرار سعر الصرف ومراقبة تدفقات النقد الأجنبي.
ويرى عدد من الخبراء أن استمرار هذا الاستقرار يعكس تحسن الأداء المالي للدولة، خاصة مع انتظام تحويلات المصريين العاملين في الخارج، والتي تمثل أحد أهم مصادر النقد الأجنبي، إلى جانب زيادة موارد السياحة والصادرات. كما أن تراجع حدة التضخم في الشهور الأخيرة ساهم في تهدئة تقلبات أسعار العملات الأجنبية، ومن بينها الريال السعودي.
أسعار الريال السعودي في البنوك المصرية
وفيما يلي أحدث أسعار الريال السعودي أمام الجنيه المصري خلال تعاملات اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025، وفقًا لآخر تحديث معلن من البنوك المحلية والأجنبية العاملة في السوق المصري:
بنك قناة السويس: 12.72 جنيه للشراء، و12.62 جنيه للبيع.
البنك التجاري الدولي (CIB): 12.73 جنيه للشراء، و12.63 جنيه للبيع.
بنك الإسكندرية: 12.73 جنيه للشراء، و12.63 جنيه للبيع.
بنك البركة: 12.72 جنيه للشراء، و12.65 جنيه للبيع.
بنك الكويت الوطني: 12.70 جنيه للشراء، و12.65 جنيه للبيع.
وتُظهر هذه الأرقام تباينًا طفيفًا لا يتجاوز 10 قروش بين البنوك المختلفة، ما يدل على استقرار نسبي في تسعير العملة السعودية داخل السوق المحلي منذ بداية شهر أكتوبر.
تحليل اقتصادي: العوامل المؤثرة في حركة الريال
يشير عدد من المحللين إلى أن ثبات سعر الريال السعودي أمام الجنيه مرتبط بعدة عوامل رئيسية، في مقدمتها استقرار الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري، الذي تجاوز مؤخرًا حاجز الـ46 مليار دولار، إضافة إلى استمرار تدفقات العملة الصعبة من السياحة والصادرات وتحويلات العاملين بالخارج.
كما أن تراجع الطلب التجاري على الريال بعد انتهاء موسم العمرة والحج ساهم في تقليص الضغوط على السوق، خصوصًا أن الشركات والمواطنين الذين كانوا يحتفظون بكميات من العملة السعودية قاموا ببيعها مجددًا بعد انتهاء الموسم، ما زاد من المعروض داخل السوق الرسمي.
من ناحية أخرى، يشهد الاقتصاد المصري في الفترة الحالية تحسنًا تدريجيًا في مؤشرات الاستقرار المالي، نتيجة تنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية، وضبط السياسة النقدية، ومتابعة حركة أسعار الصرف من قبل البنك المركزي بشكل مرن ومتوازن يراعي حماية المستهلكين واستقرار الأسواق.
أهمية الريال السعودي للمواطنين
ويمثل الريال السعودي عملة حيوية لشريحة كبيرة من المواطنين، سواء للراغبين في السفر إلى المملكة العربية السعودية للعمل، أو لأداء مناسك العمرة والحج، فضلًا عن رجال الأعمال والمستوردين الذين يتعاملون مع السوق السعودي بشكل مباشر. ولذلك، فإن أي تغير في سعر الريال أمام الجنيه ينعكس بشكل فوري على تكاليف السفر والتحويلات والمعاملات التجارية بين البلدين.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن استمرار هذا الاستقرار حتى نهاية العام الحالي سيعزز الثقة في أداء سوق الصرف المصري، ويحد من المضاربات في السوق الموازي، خصوصًا في ظل التوجه الحكومي نحو دعم التعاملات الرسمية وتوفير العملات الأجنبية عبر القنوات المصرفية المعتمدة.
وفي المجمل، يمكن القول إن الريال السعودي يواصل الحفاظ على توازنه أمام الجنيه المصري، مدعومًا بعوامل محلية ودولية تعزز استقرار سعره، مع توقعات بأن تظل الأسعار ضمن النطاق الحالي في المدى القريب، ما لم تحدث تغيرات جوهرية في أسعار النفط أو السياسات النقدية الإقليمية.


















