تشهد الكرة الأرضية واحدة من أندر الظواهر الفلكية في القرن الحادي والعشرين، حيث يُترقب كسوف الشمس الكلي المرتقب يوم 2 أغسطس 2027، والذي سيكون حدثًا فلكيًا استثنائيًا يشاهده العالم بأسره، فيما تحظى مصر بفرصة نادرة لرؤيته بوضوح كامل، خاصة في مدينة الأقصر، التي ستكون من أفضل المواقع عالميًا لمتابعة الظاهرة.
ويعد هذا الكسوف الكلي أطول كسوف للشمس خلال القرن الحالي، إذ يُتوقع أن يستمر لمدة 6 دقائق و23 ثانية، ما يجعله حدثًا فريدًا يجمع بين القيمة العلمية والجاذبية السياحية، ويجذب اهتمام علماء الفلك وهواة الرصد والمصورين والسياح من مختلف أنحاء العالم.
حدث فلكي نادر يزين سماء مصر وشمال أفريقيا
من المنتظر أن يُرى الكسوف الكلي للشمس بوضوح في شمال أفريقيا ومصر، حيث ستتزين السماء في ذلك اليوم بمشهد مبهر يُظهر قرص القمر وهو يحجب ضوء الشمس بالكامل، في مشهد لا يتكرر إلا نادرًا.
ويُعد هذا الحدث استمرارًا لسلسلة من الظواهر الفلكية النادرة، حيث يأتي بعد عام واحد فقط من كسوف الشمس الكلي في جرينلاند وأيسلندا وإسبانيا يوم 12 أغسطس 2026، أي بفارق عام قمري كامل، كما يتزامن تقريبًا مع زخات شهب البرشاويات التي تشهدها الأرض بعد هذا التاريخ بعشرة أيام فقط.
أطول كسوف شمسي في القرن الحادي والعشرين
سيكون كسوف 2 أغسطس 2027 الأطول منذ عام 1991 وحتى عام 2114، إذ يستمر لمدة 6 دقائق و23 ثانية كاملة، وهو ما يمنحه مكانة استثنائية في تاريخ الظواهر الفلكية الحديثة.
وتُشير البيانات إلى أن الظروف الجوية المثالية في شمال أفريقيا ومصر، خاصة في المناطق الجنوبية مثل الأقصر، ستوفر رؤية نقية نادرة، مع احتمال شبه معدوم لتكوّن السحب في تلك الفترة، مما يجعلها وجهة مثالية للرصد العلمي والسياحة الفلكية على حد سواء.
الأقصر أفضل موقع في العالم لمشاهدة الظاهرة
أكد الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن مدينة الأقصر ستكون الموقع الأفضل عالميًا لمشاهدة هذا الحدث الفلكي المهيب، حيث سيستمر فيها الكسوف لمدة 6 دقائق و23 ثانية.
وأوضح أن الظاهرة سترى أيضًا في أسيوط وواحة سيوة، إلى جانب ظهورها في أجزاء من جنوب إسبانيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط والطرف الشمالي من القرن الأفريقي، ما يجعلها واحدة من أكثر الظواهر اتساعًا في نطاق الرؤية الجغرافية خلال القرن الحالي.
أهمية علمية وسياحية للكسوف الكلي
أوضح أستاذ الفلك أن الكسوف الكلي للشمس لا يُعد حدثًا بصريًا فريدًا فقط، بل هو فرصة علمية ثمينة للباحثين، إذ يسمح بدراسة الهالة الشمسية وسطح الشمس، إلى جانب مراقبة حركة القمر ومداره وتأثير الظلال على الغلاف الجوي للأرض.
وأشار إلى أن كلما زادت مدة الكسوف زادت الفائدة العلمية، حيث تُتيح الفترة الطويلة مراقبة تفصيلية للتفاعلات الشمسية، فضلًا عن رصد التغيرات الحرارية والضوئية في الجو المحيط بالأرض.
كما يمثل هذا الحدث جذبًا سياحيًا كبيرًا لمصر، إذ من المتوقع أن يجذب آلاف الزوار من مختلف دول العالم لمتابعته من الأقصر، التي تستعد لأن تكون مركزًا عالميًا لعلم الفلك والسياحة الفلكية في ذلك اليوم التاريخي.
مصر مركز الحدث الفلكي الأبرز في القرن
بهذا الحدث النادر، تثبت مصر من جديد مكانتها كإحدى أفضل الوجهات الطبيعية لمراقبة الظواهر الفلكية، لما تتمتع به من سماء صافية وموقع مميز على خط الظل الشمسي.
ومن المتوقع أن يشكل كسوف الشمس الكلي يوم 2 أغسطس 2027 محطة فارقة في تاريخ الظواهر الفلكية في المنطقة، تجمع بين العلم، والجمال، والسياحة في آن واحد، وتضع الأقصر وسيوة وأسيوط في دائرة الضوء العالمية مجددًا.


















