تشهد أسواق الدواجن المصرية حالة من الترقب اليوم السبت 1 نوفمبر 2025، بعد إعلان بورصة الدواجن الرئيسية عن انخفاض جديد في أسعار الفراخ البيضاء بالمزارع، في الوقت الذي ما زالت فيه الأسعار النهائية للمستهلكين تتفاوت من منطقة لأخرى داخل المحافظات. ويأتي هذا التراجع وسط متابعة دقيقة من المواطنين، نظرًا للتأثير المباشر الذي تتركه أسعار الدواجن على ميزانيات الأسر المصرية وسوق الغذاء المحلي بشكل عام.

ويُعد قطاع الدواجن أحد أهم القطاعات الاستهلاكية في مصر، إذ يعتمد عليه ملايين المواطنين كمصدر أساسي للبروتين الحيواني، مما يجعل أي تحرك في الأسعار ـ سواء بالارتفاع أو الانخفاض ـ محل اهتمام واسع من المستهلكين والمربين على حد سواء.
تراجع جديد في أسعار الفراخ البيضاء اليوم
بحسب آخر تحديثات بورصة الدواجن، شهدت أسعار الفراخ البيضاء انخفاضًا واضحًا مع بداية تعاملات اليوم، بعد موجة ارتفاعات متتالية خلال الأسابيع الماضية. وجاءت الأسعار الرسمية المعلنة كالتالي:
سعر الفراخ البيضاء في المزرعة: 61 جنيهًا للكيلو، بعد تراجع قدره 4 جنيهات عن تعاملات الأمس.
سعر البيع للمستهلك: يتراوح بين 68 و70 جنيهًا للكيلو، بحسب اختلاف المناطق وتكاليف النقل والتوزيع.
سعر الفراخ الساسو: بلغ 86 جنيهًا للكيلو في المزرعة، بينما تباع للمستهلك بنحو 97 جنيهًا للكيلو.
سعر الفراخ البلدي: تراوح بين 100 و120 جنيهًا للكيلو في المحلات، وفقًا لمستوى الجودة ونوعية التربية.
سعر الفراخ الأمهات: سجلت بين 58 و75 جنيهًا للكيلو للمستهلك.
هذا الانخفاض في سعر الفراخ البيضاء جاء بعد موجة من التذبذبات في الأسعار خلال الأشهر الماضية، حيث شهد السوق المصري حالة من عدم الاستقرار نتيجة تداخل عدة عوامل، أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف التشغيل والنقل.
خبراء: ارتفاع الأسعار في الشتاء أمر طبيعي بسبب التدفئة
وفي تعليق خاص سابق، أوضح الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، أن ارتفاع أسعار الدواجن في فصل الشتاء يُعد ظاهرة متكررة تحدث كل عام، وذلك نتيجة زيادة تكلفة التدفئة داخل المزارع.
وأضاف أن الحفاظ على درجات حرارة مناسبة داخل عنابر التربية خلال الأشهر الباردة يتطلب استخدام كميات أكبر من الوقود والطاقة، مما يرفع من إجمالي تكلفة الإنتاج. وأشار إلى أن هذا العامل ينعكس عادة على السعر النهائي للمستهلك، خاصة في ظل ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج عالميًا.
وبيّن السيد أن الأسعار خلال شهر أغسطس الماضي كانت تدور حول 58 إلى 60 جنيهًا للكيلو في المزرعة، وهو سعر لم يكن يغطي تكلفة الإنتاج التي وصلت وقتها إلى نحو 68 جنيهًا للكيلو. وهو ما تسبب في خسائر واضحة لدى عدد كبير من المربين، وأدى إلى خروج بعضهم من دائرة الإنتاج مؤقتًا، قبل أن يستقر السوق تدريجيًا خلال شهري سبتمبر وأكتوبر.
توقعات السوق خلال الفترة المقبلة
ويرى خبراء السوق أن استقرار أسعار الأعلاف خلال الأسابيع الأخيرة قد يساعد على توازن الأسعار مؤقتًا في سوق الدواجن، إلا أن استمرار ارتفاع تكاليف النقل والطاقة قد يعوق أي انخفاض كبير في المدى القصير.
كما توقع عدد من التجار أن تشهد الأسعار زيادة طفيفة مع دخول فصل الشتاء وارتفاع الطلب خلال موسم المدارس، في حين يرى آخرون أن زيادة المعروض في المزارع خلال نوفمبر قد يحدّ من هذا الارتفاع ويُبقي الأسعار عند مستويات مقبولة للمستهلكين.
ويؤكد المربون أن الدعم الحكومي للقطاع وتوفير الأعلاف بأسعار مستقرة سيظلان عاملين حاسمين في ضبط السوق وضمان استمرارية الإنتاج دون خسائر كبيرة.
وفي المجمل، تبقى أسعار الفراخ البيضاء مرشحة للتأثر بالظروف المناخية والتكاليف التشغيلية خلال الأشهر القادمة، بينما يظل الأمل معقودًا على تحقيق توازن عادل بين المربين والمستهلكين يضمن استمرار توفر المنتج بأسعار مناسبة وجودة مستقرة في الأسواق المصرية.

















