شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية حالة من الاستقرار الملحوظ خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصات العالمية، وذلك بعد أن أنهت الأوقية تعاملات الأسبوع الماضي على تراجع طفيف بنحو دولارين لتغلق عند مستوى 4001 دولار، بحسب التقرير الأسبوعي الصادر عن منصة آي صاغة المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
استقرار محلي وترقب عالمي
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة، إن أسعار الذهب في السوق المصرية استقرت اليوم مقارنة بختام تعاملات الجمعة، موضحًا أن الاستقرار الحالي يعكس هدوء الحركة الشرائية داخل الأسواق بالتزامن مع عطلة البورصات العالمية، وتراجع التداولات الخارجية.
وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب اليوم في مصر جاءت على النحو التالي:

عيار 24: 6109 جنيهات.
عيار 21 (الأكثر تداولاً): 5345 جنيهًا.
عيار 18: 4581 جنيهًا.
الجنيه الذهب: 42,760 جنيهًا دون أي تغير.
وأضاف أن الذهب المحلي يسير وفق اتجاه عالمي يتسم بالحذر والترقب، خاصة بعد أسبوعين من التراجعات الحادة في الأسعار، مشيرًا إلى أن المعدن الأصفر ما زال محافظًا على تمركزه فوق مستوى 4000 دولار للأوقية رغم الضغوط البيعية وعمليات جني الأرباح.
الذهب العالمي يستفيد من ضعف البيانات الأمريكية
وأوضح إمبابي أن الذهب عالميًا يمر بمرحلة دقيقة من الترقب، في ظل استمرار حالة الضبابية الاقتصادية والسياسية داخل الولايات المتحدة.
ورغم تراجع الأسعار خلال الأسبوع الماضي، إلا أن المعدن الأصفر يستمد دعمه من القلق الأمريكي المتصاعد بشأن الإغلاق الحكومي الممتد، إلى جانب مؤشرات واضحة على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.
وأظهرت بيانات حديثة من جامعة ميشيجان تراجع ثقة المستهلك الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ يونيو 2022، وهو ما عزز الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب. كما أظهرت أداة CME FedWatch أن الأسواق تتوقع بنسبة 68% أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر خلال ديسمبر المقبل.
وبحسب تقرير صادر عن تشالنجر جراي وكريسماس، فإن عدد الموظفين الذين تم تسريحهم في الولايات المتحدة خلال أكتوبر تجاوز 150 ألف موظف، وهو الرقم الأعلى منذ أكثر من 20 عامًا، في حين أضاف تقرير ADP أن القطاع الخاص لم يضف سوى 42 ألف وظيفة، مما يعزز مؤشرات تباطؤ سوق العمل.
وفي تصريحات لشبكة CNN، قال كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، إن الإغلاق الحكومي الأمريكي يسبب ضررًا أكبر مما كان متوقعًا، متوقعًا أن ينخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة تتراوح بين 1% و1.5% خلال الربع الحالي.
أما فيليب جيفرسون، نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، فأكد أن البنك المركزي يتجه تدريجيًا نحو خفض أسعار الفائدة مع اقتراب السياسة النقدية من المستوى المحايد، مشيرًا إلى أن نقص البيانات الاقتصادية بسبب الإغلاق قد يعقد مهمة التقييم.
صناديق الذهب والبنوك المركزية تواصل تعزيز الاحتياطيات
وأشار مجلس الذهب العالمي في أحدث تقاريره إلى أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) سجلت تدفقات صافية بلغت 54.9 طن خلال أكتوبر الماضي، وجاءت أمريكا الشمالية وآسيا في مقدمة المشترين، بينما شهدت أوروبا خروج تدفقات محدودة.
وفي الوقت ذاته، واصلت البنوك المركزية حول العالم شراء الذهب بكميات كبيرة، حيث بلغت صافي المشتريات خلال سبتمبر 39 طنًا، ليصل الإجمالي منذ بداية العام إلى 200 طن.
وتصدرت البرازيل قائمة المشترين بإضافة 15 طنًا إلى احتياطياتها، تلتها كازاخستان وجواتيمالا، فيما رفعت بولندا احتياطياتها إلى 530 طنًا، كما واصل البنك المركزي الصيني دعم احتياطياته لتصل إلى 2304 أطنان رغم تباطؤ وتيرة الشراء خلال أكتوبر.
توقعات إيجابية للذهب على المدى المتوسط
يرى عدد من المحللين أن الذهب ما زال يمتلك فرصًا قوية للصعود خلال الأشهر المقبلة، في ظل تزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة وتراجع قوة الدولار الأمريكي، إلى جانب استمرار البنوك المركزية في تنويع احتياطياتها بعيدًا عن العملة الأمريكية.
ومع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي وغياب بيانات اقتصادية محورية مثل التضخم ومبيعات التجزئة، يتوقع الخبراء أن يحافظ الذهب على بقائه فوق مستوى 4000 دولار للأوقية، وربما يسجل مستويات أعلى حال قرر الفيدرالي خفض الفائدة الشهر القادم.
وفي ظل الضبابية السياسية والاقتصادية الأمريكية، يواصل المعدن الأصفر تعزيز مكانته كأهم ملاذ آمن عالميًا، في وقت تبقى فيه الأسواق الدولية في حالة ترقب لأي تطورات جديدة قد تحدد الاتجاه القادم لأسعار الذهب خلال الأسابيع المقبلة.



















