شهدت أسواق الذهب في مصر اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025 حالة من الهدوء والاستقرار النسبي، حيث ثبتت أسعار الأعيرة المختلفة دون تغيّر يُذكر، في وقتٍ واصلت فيه الأسعار العالمية للمعدن النفيس التحرك في نطاق ضيق أعلى مستوى 4000 دولار للأوقية. ويأتي هذا الاستقرار المحلي مدفوعًا بحالة الترقب في الأسواق العالمية، التي ما زالت تنتظر بيانات اقتصادية أمريكية مهمة قد تؤثر في اتجاهات أسعار الفائدة وبالتالي في أداء الذهب عالميًا ومحليًا.

وفي السوق المحلية، استقر سعر جرام الذهب عيار 21 – الأكثر تداولًا بين المواطنين – عند مستوى 5340 جنيهًا، وهو نفس مستوى الإغلاق في نهاية الأسبوع الماضي، بينما ظلت الأوقية العالمية محافظة على توازنها النسبي عند 4001 دولارًا.
أولًا: أسعار الذهب اليوم في السوق المصرية
جاءت الأسعار في محال الصاغة والأسواق المصرية على النحو التالي:
عيار 24: 6102 جنيهات للجرام
عيار 22: 5594 جنيهًا للجرام
عيار 21: 5340 جنيهًا للجرام
عيار 18: 4577 جنيهًا للجرام
عيار 14: 3560 جنيهًا للجرام
سعر الجنيه الذهب: 42,720 جنيهًا
سعر الأوقية العالمية: 4001 دولارًا
ويشير هذا الاستقرار إلى توازن نسبي بين قوى العرض والطلب في السوق المحلي، خاصة في ظل ضعف الإقبال على الشراء خلال الفترة الأخيرة بسبب الترقب لما ستسفر عنه التطورات الاقتصادية العالمية.
ثانيًا: تحركات محدودة واستقرار مؤقت في الأسعار
قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إن سوق الذهب في مصر شهد خلال الأسبوع الماضي تحركات محدودة، مع ميل الأسعار إلى التراجع الطفيف، وسط أداء عرضي للسوق العالمي. وأوضح أن الذهب عيار 21 انخفض بنحو 0.19% خلال الأسبوع، أي ما يعادل حوالي 10 جنيهات للجرام، بعدما تراجع من 5355 جنيهًا إلى 5345 جنيهًا، متأثرًا بتقلبات طفيفة في الأسعار العالمية التي تراوحت بين 5260 و5365 جنيهًا للجرام خلال نفس الفترة.
وأشار واصف إلى أن هذا الاستقرار الحالي لا يُتوقع أن يدوم طويلًا، حيث إن الأسواق العالمية تترقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية مهمة خلال الأيام المقبلة، قد تؤثر على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. وأضاف أن أي إشارات لتثبيت أو خفض الفائدة قد تدفع المستثمرين للعودة إلى الذهب كملاذ آمن، مما يرفع الأسعار عالميًا وبالتالي محليًا أيضًا.
الذهب عالميًا.. بين الحذر والترقب
على الصعيد العالمي، تتحرك أسعار الذهب دون اتجاه واضح، إذ ظلت الأونصة قرب المستوى النفسي 4000 دولار، وهو ما يعكس حالة من الحياد في تعاملات المستثمرين. ويؤكد الخبراء أن الأسواق تترقب إشارات جديدة من الاقتصاد الأمريكي والصيني لتحديد مسار الذهب خلال الفترة المقبلة.
وأوضح واصف أن الأداء العرضي للذهب عالميًا انعكس بشكل مباشر على السوق المصرية، حيث بات التأثير الأكبر الآن مرتبطًا بتقلبات الأسواق العالمية أكثر من ارتباطه بسعر صرف الدولار المحلي. وأضاف أن تأثير الدولار على أسعار الذهب في مصر تراجع مؤخرًا، مع اتجاه التجار والمستثمرين إلى متابعة الأسعار العالمية باعتبارها المحرك الأساسي لتسعير الذهب محليًا.
مستقبل الأسعار.. تحركات محتملة قادمة
ويرى المحللون أن المرحلة الحالية تمثل فترة هدوء نسبي قبل تحركات جديدة محتملة، سواء صعودًا أو هبوطًا، اعتمادًا على البيانات الاقتصادية القادمة من الولايات المتحدة. فإذا أظهرت البيانات تباطؤًا في التضخم أو ضعفًا في النمو، فقد تتراجع توقعات رفع الفائدة، مما يعزز الطلب على الذهب كأصل آمن. أما إذا جاءت البيانات قوية، فقد يدفع ذلك المستثمرين لتقليص مراكزهم في الذهب مؤقتًا.
وفي ظل هذه الأجواء، يبقى سوق الذهب المصري في حالة ترقب وانتظار، بينما يستفيد المستهلكون من استقرار الأسعار الحالية التي تعد فرصة مناسبة للشراء قبل أي تحركات جديدة محتملة.


















