شهدت أسواق المعادن العالمية تراجعًا ملحوظًا في أسعار الفضة خلال تعاملات اليوم، بعد أن اقتربت من مستويات قياسية في الجلسة السابقة.
ويأتي هذا الهبوط نتيجة عمليات جني أرباح واسعة قام بها المستثمرون عقب موجة الصعود التي استمرت لثماني جلسات متتالية، إضافة إلى تعافي الدولار الأمريكي الذي زاد من تكلفة شراء المعادن الثمينة عالميًا.
وفي الوقت ذاته، تستمر حالة الترقب في الأسواق قبل اجتماع الفيدرالي الأمريكي، وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة بعد صدور بيانات سلبية عن سوق العمل في الولايات المتحدة.
وتعكس هذه التطورات حالة عدم اليقين التي تسيطر على حركة المعادن النفيسة، خاصة في ظل شح الإمدادات، وتراجع المخزونات في الأسواق العالمية، وظهور احتمالات فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية جديدة على الفضة ضمن قائمة “المعادن الحيوية”.

تراجع سعر الفضة اليوم
انخفض سعر الفضة بنسبة وصلت إلى 2.4% لتسجل 57.0935 دولار للأونصة، مبتعدة بنحو دولارين عن ذروتها التاريخية التي لامستها في الجلسة السابقة. وكانت الفضة قد حققت ارتفاعات قوية لثماني جلسات متتالية بدعم من توقعات خفض الفائدة وشح المعروض، ما جعلها الرابح الأكبر بين المعادن هذا العام.
تعافي الدولار يزيد الضغط على سوق الفضة
ارتفع مؤشر “بلومبرج” للدولار الفوري بنسبة 0.1% بعد هبوطه السابق، وهو ما أدى إلى زيادة تكلفة شراء المعادن بالنسبة للمستثمرين حول العالم. ويؤثر ارتفاع الدولار عادة على حركة الذهب والفضة بشكل مباشر، إذ تصبح أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
رهانات قوية بخفض الفائدة الأمريكية
تعززت توقعات خفض الفائدة بعد صدور بيانات شركة ADP التي أظهرت فقدان الشركات الأمريكية وظائف خلال نوفمبر بأكبر وتيرة منذ أوائل عام 2023. ويتوقع المستثمرون خفضًا شبه مؤكد للفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع الفيدرالي المقرر يومي 9 و10 ديسمبر.
ومع هذه التوقعات، تستمر الفضة في تحقيق أداء قوي خلال 2025، إذ تضاعفت قيمتها تقريبًا، مقارنة بمكاسب الذهب التي بلغت 60%.
شح الإمدادات ونقص المخزونات عالميًا
شهد شهر أكتوبر موجة شراء قياسية للفضة أدت إلى تدفق كميات ضخمة إلى لندن، وتسبب ذلك في نقص المعروض في أسواق أخرى، كما هبطت مخزونات بورصة شنغهاي إلى أدنى مستوياتها في 10 سنوات.
وتتجه الأنظار الآن إلى التحركات الأمريكية بشأن فرض رسوم جمركية جديدة على الفضة بعد إدراجها ضمن “المعادن الحيوية”، ما قد ينعكس على حركة الأسعار مستقبلًا.
تأثير صناديق الفضة المتداولة
أوضح دانيال غالي، كبير استراتيجيي السلع في “تي دي سيكيوريتيز”، أن توقعات ظهور “علاوة أمريكية” دفعت كميات كبيرة من الفضة إلى مستودعات “كوميكس”. وأضاف أن تدفقات خيارات صناديق الفضة المتداولة، بدعم من المستثمرين الأفراد، تلعب دورًا كبيرًا في تحركات الأسعار وسط ضعف السيولة، ما يخلق بيئة مناسبة لمزيد من الارتفاعات الحادة. كما سجلت العقود في أكبر صندوق فضة مادي مستويات تداول غير مسبوقة منذ موجة أكتوبر.
دعم إضافي من استقرار الدولار
مع استقرار مؤشر الدولار بعد التراجع السابق، اكتسبت الفضة دعمًا إضافيًا، إذ يجعل ضعف العملة الأمريكية شراء المعادن أقل كلفة عالميًا، ما يعزز الطلب عليها خاصة في ظل الشح الحالي في المعروض.

















