شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم السبت 6 ديسمبر 2025، رغم عطلة البورصة العالمية، وفي ظل تراجع الأوقية عالميًا بنحو 0.4% في ختام تعاملات الأسبوع الماضي.
ويأتي هذا الارتفاع المحلي وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية لنتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المرتقب، والذي سيحدد مصير أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
ووفق تقرير منصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات، فإن الارتفاع المحلي الملحوظ يأتي رغم التراجع العالمي، نتيجة تأثير توقعات الفائدة، إلى جانب عوامل اقتصادية دولية تشمل التباطؤ في التضخم، وتغيرات سوق العمل الأمريكي، والسياسات النقدية لعدد من البنوك المركزية الكبرى مثل الهند والصين.
كما تلعب التوترات الجيوسياسية العالمية دورًا محوريًا في دعم جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما يعزز ثباته عند مستويات مرتفعة رغم موجات التقلب في السوق.

أسعار الذهب اليوم في مصر
سجلت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا جديدًا بنحو 5 جنيهات مقارنة بنهاية تعاملات أمس، لتصبح كالتالي:
- عيار 21: 5625 جنيهًا
- عيار 24: 6429 جنيهًا
- عيار 18: 4821 جنيهًا
- سعر الجنيه الذهب: 45,000 جنيه
- الأوقية عالميًا: 4199 دولارًا بعد هبوط بنحو 17 دولارًا الأسبوع الماضي
أداء التضخم الأمريكي وتأثيره على الذهب
اختتم الأسبوع بإصدار مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (Core PCE) لشهر سبتمبر، وهو المؤشر الأكثر اعتمادًا من جانب الفيدرالي لمراقبة التضخم.
وجاءت الأرقام كالآتي:
- ارتفاع شهري بنسبة 0.2%
- استقرار سنوي عند 2.8%
وتعكس هذه البيانات تباطؤًا تدريجيًا في التضخم، مما ساهم في تغير توقعات السوق بشأن اتجاه الفائدة الأمريكية.
تحسن ثقة المستهلكين الأمريكية
كشفت بيانات جامعة ميشيغان عن ارتفاع ثقة المستهلكين إلى 53.3 نقطة، إلى جانب:
- تراجع توقعات التضخم لعام واحد من 4.5% إلى 4.1%
- تراجع توقعات التضخم لخمس سنوات من 3.4% إلى 3.2%
ويسهم هذا التحسّن في تهدئة المخاوف الاقتصادية، ما يدعم الذهب بشكل غير مباشر في ظل احتمالات خفض الفائدة.
توقعات أسعار الفائدة قبل اجتماع الفيدرالي
وفق أداة FedWatch، ترجّح الأسواق بنسبة 87% خفض الفائدة بمقدار 0.25% خلال الأسبوع المقبل، وهو ما يزيد من جاذبية الذهب مقارنة بالسندات ذات العوائد المتراجعة.
كما شهدت التوقعات العالمية تقلبات واسعة مؤخرًا، قبل أن يعود سيناريو خفض الفائدة إلى الواجهة مجددًا مع استقرار التضخم وتباطؤ سوق العمل.
قرارات البنوك المركزية الأخرى وتأثيرها على الذهب
البنك المركزي الهندي
- خفض الفائدة الرئيسية بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.25%
- فتح الباب لمزيد من التيسير خلال الفترة المقبلة
- القرار يعزز الطلب العالمي على الذهب، كون الهند أحد أكبر مستورديه
السياسة النقدية في الصين
- التركيز على دعم التصنيع والتكنولوجيا
- تعزيز الاستهلاك تدريجيًا
- المحافظة على سياسة نقدية مرنة يزيد التوقعات بارتفاع الطلب على المعدن النفيس عالميًا
المخاطر الجيوسياسية ودورها في دعم الأسعار
لا تزال التوترات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين في العلاقات الأمريكية–الصينية، أحد أهم العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الذهب عالميًا.
وفي ظل هذه التقلبات، يستمر الذهب في لعب دوره كأداة تحوّط آمنة للمستثمرين.
نظرة مستقبلية
تشير المعطيات الاقتصادية العالمية، من تباطؤ التضخم، وتوقعات خفض الفائدة، والمخاطر الجيوسياسية، إلى أن أسعار الذهب ستظل مدعومة عند مستويات مرتفعة خلال الفترة المقبلة.
ومع انتظار المستثمرين لقرارات الفيدرالي الأمريكي، تبقى حركة الذهب بين صعود محدود واستقرار نسبي، مع ميل واضح نحو الاتجاه الصعودي إذا تأكدت سياسات التيسير النقدي.


















