شهدت أسعار الذهب العالمية تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وسط حالة من الحذر والترقب تسود أسواق المال العالمية استعدادًا لانطلاق اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يمتد ليومين. ويأتي هذا الانخفاض في إطار إعادة تقييم المستثمرين لمواقفهم تجاه السياسة النقدية الأمريكية، خاصة بعد مؤشرات حديثة توحي بإمكانية تبني دورة تيسير نقدي بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا سابقًا. كما تلعب تحركات سندات الخزانة الأمريكية دورًا محوريًا في توجيه أسعار الذهب، في ظل ارتفاع العوائد الذي يزيد من تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد.

سعر الذهب اليوم في الأسواق العالمية
سجّل الذهب في المعاملات الفورية اليوم انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 4183.30 دولارًا للأونصة.
كما استقرت العقود الأمريكية الآجلة للذهب، تسليم ديسمبر، عند 4214.40 دولارًا للأونصة دون تغيّر ملحوظ.
ويعكس هذا التراجع المحدود حالة ترقب شديدة من جانب المستثمرين، مع استعداد السوق لاستقبال إشارات جديدة حول مسار الفائدة الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
تحركات المستثمرين قبل اجتماع الفيدرالي
قال كبير محللي السوق في شركة “أواندا”، كيلفن وونج، إن المستثمرين يقومون بـ “إعادة ترتيب واسعة لمراكزهم” قبل الاجتماع المرتقب للفيدرالي.
وأشار إلى أن تصريحات رئيس المجلس، جيروم باول، خلال الشهر الماضي بشأن إمكانية خفض معدلات الفائدة، كان لها تأثير واضح على إعادة تقييم المستثمرين لمراكزهم في سندات الخزانة والذهب.
عوائد السندات تضغط على الذهب
لامست عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات أعلى مستوى لها في شهرين ونصف خلال تعاملات أمس.
هذا الارتفاع يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، كونه أصلًا غير مدر للعائد، ما يحد من جاذبيته مقارنة بالأصول التي توفر عائدًا ثابتًا.
توقعات أسعار الفائدة الأمريكية
يتوقع المحللون أن يُقدم مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض معدلات الفائدة خلال اجتماعه الذي يبدأ اليوم، لكن مع تقديم إشارات أكثر تشددًا بشأن وتيرة أي تخفيف إضافي في 2026.
وتظهر مؤشرات اقتصادية حديثة من الولايات المتحدة استقرارًا في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وتحسنًا في ثقة المستهلكين، مقابل أكبر تراجع في توظيف القطاع الخاص منذ أكثر من عامين ونصف، مما يعزز احتمالات اتخاذ الفيدرالي خطوة خفض الفائدة.
تسعير الأسواق لاحتمالات خفض الفائدة
وفق بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي.إم.إي”، تسعر الأسواق احتمالًا يبلغ 87% لخفض معدلات الفائدة ربع نقطة مئوية خلال اجتماع 9 و10 ديسمبر، مقارنة بـ 90% في بداية الأسبوع.
وتوضح هذه الأرقام حالة الترقب الحذر، حيث يحافظ المستثمرون على توقعاتهم مع مراقبة البيانات الاقتصادية عن كثب.



















