تترقب الأسواق المالية العالمية باهتمام واسع اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأخير في العام 2025، والمقرر انعقاده غدًا الأربعاء، وسط حالة من الترقب بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
ويأتي هذا الاجتماع في وقت تشهد فيه الأسواق موجة من التفاؤل النسبي باستمرار دورة خفض الفائدة التي بدأها الفيدرالي خلال العام، مدعومة بتحسن مؤشرات التوظيف وتراجع التضخم.
وترى العديد من المؤسسات المالية أن الفيدرالي بصدد مواصلة تخفيف القيود النقدية، خاصة في ظل الانخفاض المستمر في معدلات البطالة وطلبات إعانات البطالة، إلى جانب تراجع التضخم الأساسي إلى مستويات تقترب من مستهدفات البنك المركزي الأمريكي.
ويأتي هذا المشهد وسط مراقبة دقيقة من المستثمرين حول العالم لتأثير القرار على حركة رؤوس الأموال وأسواق الأسهم والسلع والعملات، إضافة إلى تأثيره المباشر على اقتصادات الدول النامية ومن بينها مصر.

سيناريو الخفض الأقرب للحدوث
تشير التوقعات إلى أن خفض أسعار الفائدة هو السيناريو الأكثر ترجيحًا خلال الاجتماع المرتقب.
وقال الخبراء المصرفيين إن الفيدرالي الأمريكي مرشح لخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة خلال 2025، مدفوعًا بتراجع معدلات البطالة وانخفاض التضخم.
وأضافوا أن طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة هبطت خلال الأسبوع الأخير من نوفمبر إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف أبريل الماضي، فيما سجل التضخم الأساسي مستوى 2.8% خلال سبتمبر، متأثرًا بتأخير نشر البيانات نتيجة الإغلاق الحكومي خلال أكتوبر ونوفمبر.
تأثير خفض الفائدة الأمريكية على مصر
ويمثل خفض الفائدة الأمريكية فرصة مهمة لزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي في أدوات الدين المصرية.
و الفارق بين العائد على أذون وسندات الخزانة المصرية ونظيرتها العالمية سيصبح أكثر جاذبية، بما يعزز دخول “الأموال الساخنة” للسوق المحلي.
وتشير بيانات البنك المركزي المصري إلى ارتفاع استثمارات الأجانب في أذون الخزانة لتسجل 2.063 تريليون جنيه بنهاية يوليو 2025، مقارنة بـ 1.906 تريليون جنيه في نهاية يونيو، ما يعكس زيادة ملحوظة في الإقبال على أدوات الدين المصرية.
رؤية المؤسسات الدولية: الخفض مؤكد
اتفق جيمس إنجيلهوف، كبير الاقتصاديين الأمريكيين لدى بنك “بي إن بي باريبا”، مع توقعات بدرة، مؤكدًا أن الفيدرالي يتجه بالفعل نحو خفض الفائدة خلال اجتماع هذا الأسبوع.
وأضاف في تصريحات لـ”رويترز” أن السياسة النقدية للفيدرالي تعتمد على الوضع الاقتصادي الفعلي، بعيدًا عن أي اعتبارات سياسية تتعلق بقيادة المجلس.
تسعير الأسواق العالمية لقرار الفائدة
وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “سي.إم.إي”، تسعر الأسواق حاليًا احتمالًا 87% لخفض الفائدة الأمريكية ربع نقطة مئوية خلال اجتماع 9 – 10 ديسمبر، مقارنة بنسبة 90% يوم الإثنين الماضي.
ويعكس هذا التراجع الطفيف حالة ترقب، لكنه لا يغير من الاتجاه الرئيسي المتوقع نحو الخفض.


















