تشهد أسواق النفط العالمية حالة من التذبذب الواضح خلال الأسبوع الجاري، إذ تتداخل عوامل جيوسياسية معقدة مع تطلعات اقتصادية إيجابية، مما خلق موجة من التحركات السعرية المحدودة رغم تصاعد مستوى المخاوف بشأن الإمدادات.
ورغم أن الأسعار سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال تداولات الجمعة، فإن الاتجاه العام لا يزال يشير إلى خسارة أسبوعية محتملة نتيجة التفاؤل حول المحادثات الجارية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما قد يترتب عليها من تراجع ضغوط الإمدادات في السوق العالمية.
وفي الوقت ذاته، أثارت تقارير عن نية الولايات المتحدة اعتراض شحنات إضافية من النفط الفنزويلي مخاوف جدية بشأن استقرار تدفقات الخام، ما أعاد القلق إلى المتعاملين بعد احتجاز واشنطن سفينة نفطية خلال هذا الأسبوع. وفي ظل هذه الأجواء المعقدة، تواصل واشنطن والدول الأوروبية التداول حول مستقبل العملية السياسية في شرق أوروبا، بينما تلوح في الأفق تطورات مفاجئة مع إعلان أوكرانيا تنفيذ هجوم بطائرة مسيّرة على منصة نفط روسية في بحر قزوين.
ورسمت هذه التغيرات السريعة مشهدًا مضطربًا في أسواق الطاقة، ما جعل المتعاملين يترقبون نتائج المحادثات السياسية وما سيصدر عن وكالة الطاقة الدولية من توقعات جديدة للعرض والطلب خلال العام المقبل.

تحركات سعرية محدودة في تعاملات الجمعة
سجل خام برنت ارتفاعًا طفيفًا بنحو 0.5% ليصل إلى 61.57 دولارًا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بالنسبة نفسها مسجلًا 57.91 دولارًا.
ويأتي هذا الارتفاع بعد تراجع الخامين بنسبة 1.5% في جلسة الخميس، بحسب بيانات “رويترز”.
ويعزو محللون هذا الارتفاع المحدود إلى عمليات شراء تهدف لتقليص الخسائر بعد احتجاز ناقلة فنزويلية، رغم أن التوقعات السابقة كانت تشير إلى انحسار ضغوط الإمدادات مع احتمالات التوصل لاتفاق سلام بين موسكو وكييف.
اعتراض ناقلات النفط الفنزويلي يعمّق المخاوف
كشفت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تستعد لتوسيع نطاق اعتراض شحنات النفط الفنزويلي، في إطار تشديد الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو.
وجاء ذلك بعد احتجاز سفينة خلال الأسبوع الجاري، ما أثار مخاوف من اضطراب الإمدادات العالمية.
وأوضح المحلل هيرويوكي كيكوكاوا من “نيسان سيكيوريتيز إنفستمنت” أن احتجاز السفينة دفع السوق إلى عمليات شراء محدودة لتقليص الخسائر، فيما يبقى المسار العام للأسعار مرتبطًا بأجواء التوتر السياسي.
المفاوضات الروسية الأوكرانية.. عنصر حاسم في تحديد اتجاه الأسعار
وتتجه الأنظار نحو المحادثات المرتقبة بين موسكو وكييف، إذ يشير محللون إلى إمكانية هبوط خام غرب تكساس إلى 55 دولارًا إذا نجحت المفاوضات.
كما يتوقع خبراء أن يؤدي التوصل لاتفاق سلام إلى عودة المزيد من النفط الروسي إلى الأسواق، رغم العقوبات المفروضة على موسكو حاليًا.
تصعيد جديد: هجوم بطائرة مسيّرة على منصة نفط روسية
زاد التوتر في الأسواق بعد إعلان مسؤول أمني أوكراني تنفيذ هجوم بطائرة مسيّرة استهدف منصة نفط روسية في بحر قزوين تابعة لشركة “لوك أويل”، مما تسبب في وقف الإنتاج في المنشأة.
ويعد هذا التطور من العوامل التي تضغط على الأسعار صعودًا، لكنه في الوقت نفسه لا يكفي لتغيير الاتجاه الهابط المتوقع للأسبوع.
جهود دولية لاحتواء الأزمة
عقد زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا مباحثات هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة جهود واشنطن لدفع العملية السياسية بين موسكو وكييف، واصفين المرحلة بأنها حاسمة لمستقبل أمن الطاقة العالمي.
توقعات وكالة الطاقة الدولية تدعم الاتجاه التصاعدي للطلب
رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2026، في حين خفّضت تقديراتها لنمو المعروض.
وأوضحت الوكالة أن ارتفاع الطلب المتوقع يعود إلى تحسن النشاط الاقتصادي العالمي وتراجع الإمدادات من بعض الدول الخاضعة للعقوبات.


















