شهدت الأسواق اليوم الجمعة 12 ديسمبر 2025 حالة من الارتفاع الملحوظ في أسعار مواد البناء الأساسية، وذلك وفق البيانات الرسمية الصادرة عن بوابة الأسعار المحلية التابعة لمجلس الوزراء.
ويأتي هذا التحرك الجديد في الأسعار ليعكس حالة الترقب التي يعيشها قطاع البناء والتشييد، والذي لا يزال يتأثر بعوامل اقتصادية محلية ودولية، أبرزها تكاليف الإنتاج، وتغيرات الطلب، والتقلبات التي تشهدها أسواق خام الحديد عالميًا.
ويعد الحديد والأسمنت من أهم المواد المرتبطة مباشرة بحركة السوق العقارية ومشروعات البنية التحتية، ما يجعل أي تغيّر في أسعارهما محل اهتمام واسع من جانب المصنعين والمستهلكين والمستثمرين على حد سواء. وخلال تعاملات اليوم، سجل كل من الحديد الإستثماري وحديد عز والأسمنت الرمادي ارتفاعات متفاوتة، في وقت تشير فيه بيانات الأسواق العالمية—خاصة في الصين—إلى استمرار ضغوط مؤثرة على صناعة الصلب، ما ينعكس تدريجيًا على الأسعار في مختلف الأسواق العالمية ومنها السوق المصري.

ارتفاع الحديد الإستثماري
ارتفع متوسط سعر الطن من الحديد الإستثماري إلى 36,312 جنيهًا، بزيادة قدرها 561 جنيهًا أي ما يعادل 1.57% مقارنة باليوم السابق.
وخلال الـ52 أسبوعًا الماضية، لامس الحديد الإستثماري أعلى مستوى له عند 39,969 جنيهًا في يوليو 2025، بينما سجّل أدنى مستوى عند 33,875 جنيهًا في سبتمبر 2025.
سعر حديد عز
واصل حديد عز—أحد أبرز أصناف الحديد في السوق—اتجاهه الصاعد، حيث بلغ متوسط السعر 37,453 جنيهًا للطن، مسجلًا زيادة قدرها 568 جنيهًا أو 1.54%.
وخلال عام كامل، كان أعلى سعر سجله حديد عز هو 41,037 جنيهًا في يوليو 2025، بينما وصل لأدنى مستوى عند 36,821 جنيهًا في سبتمبر من العام نفسه.
أسعار الأسمنت الرمادي
وفي قطاع الأسمنت، شهد الأسمنت الرمادي ارتفاعًا طفيفًا، حيث صعد متوسط سعر الطن إلى 4,118 جنيهًا بزيادة بسيطة قدرها 7 جنيهات أو ما يعادل 0.18%.
أما في نطاق الـ52 أسبوعًا الماضية، فقد تراوح سعر الأسمنت الرمادي بين 2,769 جنيهًا كأدنى سعر في ديسمبر 2024، و4,200 جنيه كأعلى سعر في نوفمبر 2025.
تطورات صناعة الصلب عالميًا وتأثيرها على الأسعار
تواصل صناعة الصلب في الصين—أكبر منتج عالميًا—مواجهة ضغوط قوية نتيجة ضعف قطاع العقارات، ما أثر بشكل واضح على مستويات الطلب على الحديد والصلب.
ورغم ذلك، سجّلت الواردات الصينية من خام الحديد مستوى قياسيًا خلال الأحد عشر شهرًا المنتهية في نوفمبر 2025.
وتشير البيانات إلى أن المخزونات في الموانئ الصينية الكبرى تجاوزت متوسطها الموسمي، لكنها لا تزال أقل من مستويات عام 2024، وهو ما يعكس حالة من التوازن النسبي بين العرض والطلب داخل السوق المحلية.
هذه التطورات العالمية تظل ذات تأثير مباشر على الأسواق الإقليمية ومن بينها السوق المصري، الذي يتأثر عادة بصعود أو هبوط أسعار الخام عالميًا.



















