أنهت أسعار النفط تعاملات الأسبوع على خسائر ملحوظة تجاوزت 4%، في ظل حالة من الضبابية التي تسيطر على أسواق الطاقة العالمية، مع استمرار تركيز المستثمرين على ملف فائض المعروض، وتزايد التكهنات بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب مخاوف متعلقة بإمدادات النفط الفنزويلية.
وجاء هذا التراجع الأسبوعي رغم وجود بعض العوامل الداعمة للأسعار، إلا أن المخاوف المرتبطة بتوازن العرض والطلب عالميًا، وتباين التوقعات بين المؤسسات الدولية، ألقت بظلالها على أداء الخامين القياسيين، برنت وغرب تكساس الوسيط، مع نهاية تعاملات الأسبوع.

تراجع أسعار النفط عند التسوية
سجلت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا عند تسوية تعاملات أمس، حيث:
- هبطت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 16 سنتًا، أو 0.26%، لتسجل 61.12 دولارًا للبرميل.
- تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 16 سنتًا، أو 0.28%، لتغلق عند 57.44 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا الأداء ليعكس استمرار الضغوط البيعية على السوق مع نهاية أسبوع اتسم بالحذر والترقب.
فائض المعروض واحتمالات السلام بين روسيا وأوكرانيا
تواصل الأسواق مراقبة احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما قد ينعكس على تدفقات النفط الروسية إلى الأسواق العالمية، ويزيد من المعروض.
وفي الوقت نفسه، يظل فائض المعروض العالمي أحد أبرز العوامل الضاغطة على الأسعار، خاصة مع تراجع المخاوف المتعلقة بتعطل الإمدادات مقارنة بالفترات السابقة.
التوتر الأمريكي الفنزويلي وتأثيره على السوق
قال المحلل لدى شركة ريستاد إنرجي، جانيف شاه، إن بعض العوامل الداعمة للأسعار لا تزال قائمة، من بينها:
- تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
- هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية استهدفت منصة نفط روسية في بحر قزوين.
وأفادت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تستعد لاعتراض المزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي، عقب احتجاز ناقلة خلال الأسبوع الجاري، وهو ما يثير مخاوف محتملة بشأن اضطراب الإمدادات.
صادرات روسيا وتوازن الإمدادات
أظهرت بيانات من مصادر في القطاع وحسابات لوكالة «رويترز» أن صادرات روسيا من المنتجات النفطية المنقولة بحرًا تراجعت بنسبة 0.8% فقط في نوفمبر مقارنة بأكتوبر.
وجاء ذلك بعد أن ساهم استكمال أعمال الصيانة في عدد من المصافي الروسية في تعويض تراجع صادرات الوقود عبر المسارات الجنوبية، مثل البحر الأسود وبحر آزوف.
تطورات إقليمية في خليج عمان
في تطور آخر، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن إيران صادرت ناقلة أجنبية في خليج عمان، كانت تحمل نحو ستة ملايين لتر من الديزل المهرب، دون الكشف عن اسم السفينة أو جنسيتها، ما أضاف بعدًا جديدًا لحالة التوتر في المنطقة.
خسائر أسبوعية وتباين توقعات المعروض
تكبد خاما برنت وغرب تكساس خسائر تجاوزت 4% خلال الأسبوع، وسط حالة من عدم اليقين.
وأظهرت بيانات منظمة أوبك أن المعروض النفطي العالمي يقترب من التساوي مع الطلب في عام 2026، وهو تقدير يختلف عن توقعات وكالة الطاقة الدولية، ويعد أكثر تشاؤمًا مقارنة بتوقعات أوبك السابقة التي رجحت تفوق الطلب على المعروض.
نظرة مستقبلية لأسواق الطاقة
تعكس تحركات أسعار النفط الحالية مزيجًا معقدًا من العوامل، بين مخاوف فائض المعروض، والتوترات الجيوسياسية، وتباين التقديرات بشأن مستقبل الطلب العالمي، ما يبقي الأسواق في حالة ترقب حذر خلال الفترة المقبلة.



















