تشهد أسعار الفضة ارتفاعات بشكل غير مسبوق، خلال العام الجاري 2025، حيث صعدت فوق 62 دولارًا للأونصة، وهو أعلى مستوى تاريخي للمعدن الأبيض، مع صعود تجاوز 115% خلال فترة قصيرة، متفوقًا على أداء الذهب الذي يمر أيضًا بعام استثنائي.
نقص المعروض وزيارة الطلب الاستثماري
وبحسب تقرير شبكة “CNBC” الأمريكية، يعاني سوق الفضة من عجز هيكلي مستمر منذ أكثر من خمس سنوات، حيث لم يعد الإنتاج قادرًا على مواكبة الطلب المتزايد، وهذا النقص يجعل السوق شديدة الحساسية، بحيث يؤدي أي انخفاض طفيف في المعروض إلى اندفاع الأسعار صعودًا بشكل حاد، مع محدودية البدائل وسرعة امتصاص الكميات المتاحة.
وأصبح الطلب الصناعي المحرك الرئيسي لأسعار الفضة، حيث تُستخدم اليوم في صناعات متنامية تشمل الألواح الشمسية، والسيارات الكهربائية، والهواتف الذكية والرقائق الإلكترونية، ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وكل توسع تقني جديد يزيد الضغط على المعروض، ما يدفع الأسعار للصعود بشكل أسرع.
كما شهدت الفضة ارتفاعًا كبيرًا في الطلب الاستثماري باعتبارها ملاذًا أرخص من الذهب، إذ وجد المستثمرون الذين لم يتمكنوا من مواكبة أسعار الذهب المرتفعة، في الفضة، فرصة بديلة ذات عائد أعلى ومخاطر محسوبة، ما زاد من وتيرة الشراء من الأفراد والصناديق الاستثمارية.
توقعات أسعار الفضة 2026
في سياق متصل، يتوقع بنك BNP Paribas أن تدخل الفضة عقدًا صاعدًا قد يدفع الأسعار فوق 100 دولار قبل عام 2026، وذلك في ظل العجز الهيكلي، والطلب الصناعي المتسارع، والتحوّل الاستثماري.
من جانبه، أكد مركز “الملاذ الآمن” أن اتجاه الأسعار ما زال صعوديًا بدعم من مجموعة عوامل، أبرزها خفض الفائدة الأمريكية، وضعف الدولار النسبي، وارتفاع الطلب الصناعي، وتقلص المعروض العالمي.
لكنه حذر في الوقت ذاته من احتمال تعرض الأسعار لتقلبات مفاجئة في حال تغيّرت اتجاهات السيولة أو صدرت بيانات اقتصادية أمريكية مخالفة للتوقعات، خاصة المتعلقة بالتضخم والعمالة.
