ارتفعت أسعار الذهب في مصر والسوق العالمية اليوم الإثنين 15 ديسمبر 2025، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد سندات الخزانة، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات الوظائف الأمريكية الرئيسية، بحثًا عن إشارات أوضح بشأن توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
أسعار الذهب اليوم في مصر
واصلت أسعار الذهب اليوم في مصر مكاسبها، حيث ارتفعت بنحو 45 جنيهًا للجرام، ليسجل عيار 21، الأكثر تداولًا في السوق المصرية، نحو 5790 جنيهًا، وعيار 24 سجل نحو 6617 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 قرابة 4963 جنيهًا، في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى نحو 46320 جنيهًا.
وكانت أسعار الذهب قد حققت مكاسب قوية خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفع جرام الذهب عيار 21 بنحو 130 جنيهًا، بعدما بدأ التداول عند مستوى 5615 جنيهًا، واختتم الأسبوع عند 5745 جنيهًا. وجاء ذلك بالتوازي مع صعود أسعار الذهب عالميًا، إذ ارتفعت الأوقية بنحو 100 دولار، من 4199 إلى 4299 دولارًا.
أسعار الذهب العالمية
وفي الوقت نفسه، قفز سعر الذهب العالمي بنحو 41 دولارًا، ليصل سعر الأوقية إلى مستوى 4340 دولارًا.
وواصل الذهب تحقيق مكاسب قوية مدعومًا بتراجع الدولار قرب أدنى مستوياته في شهرين، ما عزز من جاذبية المعدن النفيس للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى. كما ساهم انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات في دعم أسعار الذهب، باعتباره أحد الأصول التي تستفيد عادة من تراجع العوائد. ووفق البيانات، ارتفعت أسعار الذهب منذ بداية العام بنحو 64%، في أداء يعد من الأقوى خلال السنوات الأخيرة.
أسباب ارتفاع سعر الذهب
وتركز الأسواق العالمية حاليًا على بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية، حيث تشير التقديرات إلى أن أي دلائل على تباطؤ سوق العمل الأمريكي قد تُبقي عوائد السندات قصيرة الأجل عند مستويات منخفضة، وتزيد من الضغوط على الدولار، ما ينعكس إيجابًا على أسعار الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين.
ولا تزال توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في صدارة اهتمامات المستثمرين، خاصة بعد قرار البنك المركزي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع الماضي. وجاء ذلك وسط انقسام نادر داخل لجنة السياسة النقدية، في ظل استمرار الضغوط التضخمية وعدم وضوح الرؤية بشأن مسار سوق العمل الأمريكي خلال الفترة المقبلة.
وفي هذا السياق، يرى بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أن معدلات التضخم لا تزال مرتفعة بدرجة لا تسمح بمزيد من التيسير النقدي في الوقت الراهن، في حين تُسعّر الأسواق حاليًا خفضين محتملين لأسعار الفائدة خلال العام المقبل. وينظر إلى تقرير الوظائف الأمريكي المرتقب باعتباره اختبارًا رئيسيًا لهذه التوقعات، لما له من تأثير مباشر على قرارات السياسة النقدية.
ويستفيد الذهب، باعتباره من الأصول غير المدرة للعائد، عادة من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وفي هذا الإطار، أشار بنك ANZ في مذكرة بحثية إلى أن قرار الهند السماح لصناديق التقاعد بالاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة للذهب والفضة قد يسهم في زيادة مشاركة المؤسسات في سوق المعادن النفيسة، وتعزيز ثقة المستثمرين، ودعم زيادة التخصيصات الاستثمارية للذهب على المدى المتوسط والطويل.
وخلال التعاملات الأوروبية المبكرة اليوم، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في نحو سبعة أسابيع، مقتربة من مستوى 4350 دولارًا للأوقية، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل، إلى جانب تزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق العالمية.
وفي المقابل، قد تشكل التصريحات المتشددة لبعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عامل ضغط على أسعار الذهب من خلال دعم الدولار الأمريكي. ويترقب المستثمرون في وقت لاحق من اليوم تصريحات كل من ستيفن ميران، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، وجون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، بحثًا عن إشارات إضافية حول مسار السياسة النقدية.
