سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض ما وصفه بـ«حصار كامل وشامل» على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل أو تغادر فنزويلا.
ويأتي هذا التحرك في توقيت بالغ الحساسية للأسواق، التي تعيش حالة من الترقب بين مخاوف ضعف الطلب العالمي على الطاقة، وتأثيرات محتملة لأي اضطرابات جديدة في جانب الإمدادات.
وبينما كانت أسعار النفط قد استقرت في الجلسة السابقة قرب أدنى مستوياتها في خمس سنوات، أعاد القرار الأمريكي خلط الأوراق من جديد، ليدفع الأسعار إلى الارتفاع بدعم من المخاوف المتعلقة بتقلص المعروض النفطي.

ارتفاع أسعار النفط في تعاملات اليوم
قفزت أسعار النفط بأكثر من 1% خلال تعاملات الأربعاء، حيث:
- ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 79 سنتًا، أي ما يعادل 1.3%، لتسجل 59.71 دولارًا للبرميل.
- صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 77 سنتًا، أو 1.4%، ليصل إلى 56.04 دولارًا للبرميل.
وجاء هذا الارتفاع بعد جلسة سابقة شهدت استقرار الأسعار قرب أدنى مستوياتها في خمس سنوات.
خلفية التراجع السابق في أسعار النفط
كانت أسعار النفط قد تعرضت لضغوط قوية في الجلسة الماضية، متأثرة بالتقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي قد تفتح الباب أمام تخفيف العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، بما يسمح بعودة إمدادات إضافية إلى السوق، في وقت يعاني فيه الطلب العالمي على الطاقة من الضعف.
حصار ناقلات النفط الفنزويلية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تتعامل مع فنزويلا، مشيرًا إلى أنه بات ينظر إلى حكام البلاد باعتبارهم «منظمة إرهابية أجنبية».
وبحسب تقديرات أحد متداولي النفط في الولايات المتحدة، فإن هذا القرار قد يؤثر على ما بين 400 و500 ألف برميل يوميًا من الإمدادات النفطية، وهو ما قد يدعم الأسعار بنحو دولار إلى دولارين للبرميل.
دور سوق العقود الآجلة في دعم الأسعار
أفاد متداولون للنفط في آسيا بأن تعافي عمليات الشراء في سوق العقود الآجلة، عقب هبوط الأسعار دون مستوى 60 دولارًا للبرميل في الجلسة السابقة، كان عاملًا رئيسيًا في دعم أسعار النفط خلال تعاملات اليوم.
وأوضح أحد المتداولين أن الأسواق تتلقى حاليًا دعمًا معنويًا من أخبار فنزويلا، إلا أن صادراتها تظل محدودة نسبيًا مقارنة بحجم الإمدادات العالمية، ومع تركيز المستثمرين على تطورات المحادثات الروسية الأوكرانية، لا تزال المخاطر تميل إلى الهبوط.
توقعات حذرة للأسواق
في المقابل، أشار متداول آخر إلى أن الارتفاع الحالي قد لا يستمر طويلًا، معتبرًا أنه قد يمثل فرصة لبعض المستثمرين لبناء مراكز بيع، في ظل استمرار حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي وتوازنات العرض.
غموض حول آلية تنفيذ الحصار
لا يزال من غير الواضح عدد الناقلات التي قد تتأثر بالحصار الجديد، أو الآلية التي ستعتمدها واشنطن لتنفيذه، وما إذا كانت ستلجأ إلى خفر السواحل لاعتراض السفن، كما حدث الأسبوع الماضي عند مصادرة ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قبالة السواحل الفنزويلية.
ويأتي ذلك في ظل تعزيز الولايات المتحدة وجودها البحري في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.
استثناءة ناقلات أخرى من القيود
رغم خضوع العديد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي للعقوبات، فإن ناقلات أخرى تنقل نفط فنزويلا، وكذلك النفط القادم من إيران وروسيا، لا تخضع لهذه القيود.
كما تواصل ناقلات مستأجرة من شركة «شيفرون» نقل النفط الفنزويلي إلى الولايات المتحدة بموجب تفويض سابق من واشنطن.


















