أكدت المهندسة نهى نائل، الرئيس التنفيذي لقطاعات الأعمال والاستدامة بشركة ريدكون للتعمير، أن مصر تشهد حاليًا طفرة تنموية، خاصة في المناطق الساحلية التي لم تعد مقتصرة على الساحل الشمالي أو رأس الحكمة فقط، بل امتدت لتشمل البحر الأحمر والعديد من المناطق الساحلية مع توقعات باستمرار هذا الامتداد خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت أن هذه المناطق أصبحت تُعامل ككيان ساحلي متكامل، مدعوم بعدد كبير من المشروعات.
جاء ذلك خلال فعاليات Dubai Construction Manufacturers’ Trade Mission to Egypt 2025، بحضور سفير الإمارات حمد الزعابي، حيث شاركت المهندسة نهى نائل بالجلسة الرئيسية التي جمعت نخبة من قيادات قطاعي التشييد والتطوير العقاري من مصر ودبي، وناقشت أبرز توجهات السوق، وفرص التعاون، ومجالات الابتكار في صناعة البناء.
وأكدت أن البحر الأحمر يشهد تطوراً غير مسبوق، بداية من مشروعات كبرى مثل مراسي ريد وسوما باي، مروراً بالغردقة والجونة وسهل حشيش ومكادي، وصولاً إلى سفاجا ومرسى علم ويدعم هذا التطور بنية تحتية قوية تشمل مطار مرسى علم، إلى جانب مواني بحرية وبرية وجافة، ما يعزز التنمية السياحية ويخدم حركة الاستثمار بالمنطقة ككل.
وأشارت نهى نائل إلى أن العاصمة الجديدة لا تزال تحمل فرصاً ضخمة للنمو، مؤكدة أنه رغم حجم المعروض الحالي في السوق المصرية، فإن المطلوب أكبر بكثير .
واعتبرت أن الشراكة مع الإمارات تمثل فرصة مهمة لتوفير ما يحتاجه السوق المصري من خامات ومواد بناء، وتعزيز سلاسل الإمداد من خلال التعاون مع دول شقيقة.
وفيما يتعلق بالتحول الرقمي، أوضحت أن قطاع المقاولات يعتمد في الأساس على العمالة والمعدات، إلا أن دمج الإنسان مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبح أمراً حتمياً.
وأكدت أن الشركات الكبرى، خاصة التي تمتلك خبرات طويلة وتعمل في أكثر من سوق، لديها القدرة والموارد اللازمة لتطبيق التحول الرقمي بشكل فعّال، ولا يوجد بديل آخر عن هذا الاتجاه.
الاستدامة
وأضافت أن مفهوم الاستدامة لم يعد كافياً وحده، مشيرة إلى أن “السمارت بيزنس” أصبح أولوية في ظل الأزمات العالمية المرتبطة بالطاقة والكهرباء.
وأوضحت أن مصر شهدت خلال الفترة الأخيرة تحركاً واضحاً من القطاع المصرفي، حيث قامت البنوك بإنشاء إدارات متخصصة لتمويل المشروعات المستدامة لشركات المقاولات والتطوير العقاري.
وأكدت أن الاستدامة لا تقتصر على استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، لكنها تبدأ من مرحلة التصميم نفسها، وتشمل منظومة متكاملة تهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة والكهرباء، وإعادة استخدام المياه في الري والزراعة.
توسعات ريدكون
وفيما يخص التوسع الخارجي لشركة ريدكون، كشفت نهى نائل أن خطة دخول السوق الإماراتي، وبالتحديد أبوظبي، لا تزال قائمة، مؤكدة أن تأسيس الشركات في الإمارات سهل وسريع ولا يمثل عائقاً من الناحية الإجرائية أو القانونية، وأن التحدي الحقيقي يتمثل في شدة المنافسة، خاصة في دبي، بينما تُعد أبوظبي سوقاً أكثر جذباً في الوقت الحالي، مع طلب مرتفع وإمكانية التوسع لخدمة أسواق إقليمية أخرى.
وحول الشراكات المحتملة، أكدت أن الشركة منفتحة للتعاون مع شركات خارجية، بشرط توافق المنتج مع متطلبات المشروع، ومناسبته من حيث السعر، وحصوله على موافقات العميل والاستشاري.
وأكدت نهى نائل أن ريدكون تمتلك إدارة متخصصة للبحث والتطوير (R&D)، تعمل بشكل مستمر على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية الداخلية، بهدف تحسين الكفاءة وتسريع الإجراءات ورفع جودة الأداء، مع التركيز على جمع وتحليل البيانات باعتبارها العنصر الأهم في المرحلة الحالية.
