خلال الفترة الأخيرة، انتشرت أخبار زيادة أسعار البنزين لعام 2024 بشكل واسع، مما أثار اهتمامًا كبيرًا بين المواطنين، لا سيما مالكي السيارات، هذا يأتي مع اقتراب موعد انعقاد لجنة التسعير التلقائي للبترول، وهي اللجنة المسؤولة عن تحديد أسعار الوقود في مصر بناءً على تغييرات الأسواق العالمية والمحلية.
زيادة جديدة في يوليو: تكرار الارتفاعات خلال 2024
شهد العام الجاري بالفعل زيادتين في أسعار الوقود، كانت آخرها في يوليو 2024 حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تصل إلى 15%، وتعتبر هذه الزيادة هي الثانية هذا العام، إذ سبقتها زيادة أخرى في شهر مارس، ومن المتوقع أن تُعقد لجنة التسعير التلقائي مرة أخرى خلال الشهر الجاري، لاتخاذ قرار جديد بشأن الأسعار في اجتماع يعد الثالث منذ بداية 2024.
تجتمع اللجنة المسؤولة عن تسعير الوقود بصفة ربع سنوية لتقييم الأوضاع وفقًا لعدة عوامل، منها أسعار النفط العالمية وسعر الدولار مقابل الجنيه المصري، وهذه العوامل تلعب دورًا حاسمًا في تحديد القرارات الخاصة بأسعار الوقود، ومن المرجح أن تكون الزيادة المقبلة جزءًا من توجه عالمي في ظل ارتفاع تكاليف الطاقة بشكل عام.
تفاصيل الزيادات الأخيرة: ماذا يدفع المستهلك؟
تم الإعلان عن الزيادات الأخيرة في يوليو، وجاءت الأسعار كالتالي:
بنزين 95: بلغ سعر لتر بنزين 95 حوالي 15 جنيهًا بعد الزيادة، مقارنة بـ 13.5 جنيه سابقًا.
بنزين 92: ارتفع سعر لتر بنزين 92 ليصل إلى 13.75 جنيهًا، بدلاً من 11.5 جنيه.
بنزين 80: شهد بنزين 80 أيضًا زيادة ليصبح سعر اللتر 12.25 جنيهًا، بعد أن كان 11 جنيهًا فقط.
هذه الأسعار الجديدة تمثل تغيرًا ملحوظًا، خاصة لأصحاب السيارات الذين يعتمدون على هذه الأنواع من الوقود بشكل يومي، وقد أثرت هذه الزيادات على تكاليف النقل والتنقل بشكل عام.
السولار والكيروسين: الزيادات تطال كافة أنواع الوقود
لم تقتصر الزيادات على البنزين فحسب، بل شملت أيضًا أسعار السولار والكيروسين، وهما نوعان من الوقود يستخدمان بشكل رئيسي في الصناعات والنقل الثقيل، ووفقًا للإعلان الأخير:
السولار: ارتفع سعر لتر السولار إلى 11.50 جنيه، بعد أن كان 10 جنيهات.
الكيروسين: تم تعديل سعر الكيروسين ليصل إلى 11.50 جنيهًا للتر، بدلاً من 10 جنيهات.
هذا الارتفاع في أسعار السولار والكيروسين يؤثر بشكل مباشر على العديد من القطاعات الحيوية مثل الزراعة والصناعة والنقل العام، حيث يعتمد عدد كبير من وسائل النقل والآلات الصناعية على هذه الأنواع من الوقود.
تأثير الزيادات على قطاع الصناعات: المازوت والبوتاجاز
لم يقتصر التغيير على أسعار الوقود المستخدم في السيارات فحسب، بل تأثرت أيضًا أسعار المازوت والبوتاجاز:
المازوت: زادت تكلفة طن المازوت المورد للصناعات ليبلغ سعر الطن حوالي 8500 جنيه.
أسطوانات البوتاجاز: شهدت أسعار أسطوانات البوتاجاز ارتفاعًا بنسبة 50%، لتسجل الأسطوانة الواحدة 150 جنيهًا، مقارنة بـ 100 جنيه سابقًا.
هذه الزيادات ستنعكس بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج في العديد من الصناعات، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات.
ماذا نتوقع من اجتماع اللجنة القادم؟
مع اقتراب موعد اجتماع لجنة التسعير التلقائي للبترول، ينتظر الجميع القرار القادم بترقب. الاجتماع القادم سيتناول بحث الأسعار مجددًا بناءً على المستجدات في السوقين المحلي والعالمي، حيث أن سعر النفط العالمي، وتغيرات سعر الدولار مقابل الجنيه، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل معدلات التضخم، هي عوامل رئيسية تؤثر في هذه القرارات.
من المتوقع أن يشهد السوق المصري تغيرات إضافية في أسعار الوقود خلال الفترة القادمة، مما يضع تحديات جديدة أمام المواطنين والشركات على حد سواء، حيث يرتبط ارتفاع أسعار الوقود بزيادة التكاليف في العديد من القطاعات مثل النقل والإنتاج.
ختامًا، فإن القرارات المقبلة بشأن أسعار الوقود ستكون محورية في تحديد مسار الاقتصاد المحلي في المرحلة القادمة، ومن المؤكد أن تأثيراتها لن تقتصر على أسعار المحروقات فقط بل ستتسع لتشمل مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مصر.