شهدت أسعار الذهب في الأسواق العالمية ارتفاعًا ملحوظًا مع بداية تداولات اليوم الجمعة، الموافق 4 أكتوبر، حيث ارتفعت الأوقية بنحو 7 دولارات لتصل إلى مستوى 2663 دولارًا، مقارنةً بإغلاق يوم الخميس الذي سجل 2656 دولارًا، وهذا الارتفاع يأتي في ظل تقلبات الأسواق العالمية التي تتأثر بالأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية الراهنة.
من المعروف أن أسعار الذهب تتأثر بعدة عوامل، سواء على الصعيد الدولي أو المحلي، ففي الوقت الذي شهدت فيه الأسواق العالمية ارتفاعًا طفيفًا، جاءت العوامل السياسية والاقتصادية لتزيد من الإقبال على الذهب كملاذ آمن للمستثمرين، التوترات الحالية في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة، والتحركات العسكرية في لبنان، والضربات التي توجهها إيران إلى إسرائيل، لعبت دورًا كبيرًا في زيادة المخاوف، مما دفع الأسواق العالمية إلى الاضطراب.
إلى جانب ذلك، لا تزال الأزمة الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على الأسواق العالمية، حيث تعزز حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي الطلب على الذهب كاستثمار آمن.
، وعلى الصعيد الاقتصادي، جاء قرار خفض الفائدة الأمريكية ليزيد من جاذبية الذهب للمستثمرين، مما رفع من الطلب عليه.
استقرار محلي وسط ترقب وحذر
أما على المستوى المحلي، لم تشهد أسعار الذهب تغيرًا كبيرًا مقارنةً بإغلاق تعاملات أمس، حيث ساد الاستقرار النسبي وسط حالة من الترقب والحذر في الأسواق المصرية، وبلغ سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في مصر، نحو 3590 جنيهًا، مع وجود فارق طفيف بين سعري البيع والشراء بلغ 10 جنيهات، حيث يتم الشراء بسعر 3588 جنيهًا.
بالنسبة للأسعار المحلية الأخرى، سجل عيار 24 سعر 4102 جنيهًا للجرام، بينما سجل عيار 18 نحو 3077 جنيهًا، وعيار 14 حوالي 2393 جنيهًا، أما الجنيه الذهب، فقد وصل سعره إلى 28720 جنيهًا.
الأسواق المحلية للذهب تتأثر أيضًا بالعديد من العوامل، منها التغيرات في أسعار الصرف المحلية، وكذلك الطلب والعرض، ومع ذلك، يبقى العامل الأكبر المؤثر هو تقلبات الأسعار العالمية، المصنعية، التي تختلف من منطقة إلى أخرى، تُضاف عادةً إلى أسعار الجرام، وتتراوح نسبتها بين 3 إلى 7%، وقد تزيد أحيانًا حسب طبيعة القطعة الذهبية والمجهود المبذول في تصنيعها.
عوامل مؤثرة في السوق الذهبية
ما يجري على الساحة السياسية في الشرق الأوسط يلعب دورًا مهمًا في تحديد اتجاهات أسعار الذهب، ليس فقط في الأسواق العالمية ولكن أيضًا في الأسواق المحلية، فمع استمرار النزاعات والصراعات، يزيد الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل، إلى جانب الحرب في غزة، دفعت بالأسواق إلى التذبذب بشكل ملحوظ.
بالإضافة إلى ذلك، الأزمة الروسية الأوكرانية تظل عاملاً آخر يؤثر بشكل كبير على استقرار الأسواق، استمرار الحرب والعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا تسبب في اضطرابات في الأسواق العالمية، بما في ذلك أسعار الذهب.
وفي الجانب الاقتصادي، جاء قرار الولايات المتحدة بتخفيض الفائدة ليعزز من جاذبية الذهب كاستثمار، حيث اتجه العديد من المستثمرين إلى تحويل استثماراتهم إلى الذهب بعد هذا القرار.
في النهاية، تبقى العوامل الجيوسياسية والاقتصادية المحرك الأساسي وراء التقلبات التي تشهدها أسعار الذهب، سواء على المستوى العالمي أو المحلي، ومع استمرار حالة التوتر وعدم الاستقرار، من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في التذبذب خلال الفترة المقبلة، حيث تبقى الأسواق في حالة من الترقب لما ستسفر عنه الأحداث الجارية.