في عالم السينما، غالبًا ما تتجاوز العلاقات المهنية حدود العمل لتسجل لحظات تُظهر ملامح شخصية الفنانين الحقيقية، وواحدة من هذه اللحظات الدالة على الأخلاق المهنية تجسدّت في كواليس فيلم “مسجون ترانزيت” الذي أُنتج في عام 2008، والفنانة إيمان العاصي، التي شهدت هذه القصة، شاركت بتفاصيل مثيرة خلال استضافتها في برنامج “صاحبة السعادة” مع الإعلامية إسعاد يونس، كاشفة عن الخلاف الذي وقع بين النجم الراحل نور الشريف والفنان أحمد عز حول ترتيب الأسماء على تتر الفيلم.
الخلاف حول ترتيب الأسماء: نور الشريف يكرم أحمد عز
تبدأ القصة حين كان أحمد عز في بداية طريقه نحو النجومية، حيث حقق شهرة واسعة من خلال عدد من الأفلام الناجحة، إلا أنه وفي خضم تحضيرات الفيلم، طلب أن يُكتب اسمه قبل اسم نور الشريف في التتر، وهو ما أثار حفيظة الفنان الراحل، إذ اعتبر الشريف أن ترتيب الأسماء يجب أن يعكس مسيرة كل منهما، وأكد لعز أنه لن يقبل أن يكون اسمه الأول في التتر، وقال له: “أنت الآن نجم شباك، لكني أكتفيت من النجومية، وهذا هو وقتك.”
إيمان العاصي، التي كانت تراقب هذا الموقف من بعيد، أثنت على نور الشريف، واصفةً إياه بالفنان الذي يتحلى بالأخلاق العالية، مضيفة أن تصرفه كان يعكس نبل الشخصية التي يتمتع بها، وكان الشريف يدرك تمامًا أنه بفضل تجاربه ومكانته في الوسط الفني، لا يحتاج لتلك التصنيفات، بل كان يسعى لدعم جيل الشباب في بداية مسيرتهم.
التعاون السابق: “حضرة المتهم أبي”
لم يكن “مسجون ترانزيت” هو العمل الأول الذي يجمع إيمان العاصي بنور الشريف، فقد شاركت معه في المسلسل الدرامي الناجح “حضرة المتهم أبي” الذي عُرض في عام 2006، وهذا العمل لم يكن فقط نقطة انطلاق للعاصي في عالم الفن، بل قدّم لها فرصة حقيقية للتألق بجانب أحد أعظم فناني الدراما المصرية، وتمكنت العاصي من خلال هذا المسلسل من تحقيق شهرة واسعة، حيث ساهمت الأدوار التي قدمتها في ذلك العمل في بناء سمعتها كفنانة واعدة.
نجاح متبادل وتأثيرات طويلة الأمد
تعاونت العاصي لاحقًا مع أحمد عز في عدد من الأعمال، منها المسلسلات الشهيرة “الأدهم” و”الإكسلانس”، بالإضافة إلى ظهورها كضيفة شرف في مسلسل “أبو عمر المصري” عام 2018، تلك المشاريع عززت من مكانتها في الوسط الفني، وأثبتت قدرتها على التنقل بين الأجيال المختلفة من الفنانين، لتصبح واحدة من الأسماء اللامعة في السينما والدراما المصرية.
دروس مستفادة من الكواليس
تستعرض هذه القصة بين نور الشريف وأحمد عز دروسًا هامة عن العلاقات الإنسانية في عالم الفن، فتلك اللحظات التي تتعلق بالفخر والاعتراف بالجهود ليست فقط ضرورية لصناعة الأعمال الفنية، بل تشكل أيضًا صورة إيجابية عن الفن والفنانين، ويمثل نور الشريف، بشخصيته المحترمة وتواضعه، نموذجًا يُحتذى به، بينما يُظهر أحمد عز أهمية الاعتراف بمكانة الآخرين حتى وإن كان الشخص في بداية مسيرته.
بينما تُعتبر الصراعات والمنافسات جزءًا لا يتجزأ من عالم الفن، إلا أن الأخلاق المهنية والتعاون بين الفنانين يظلان أساس النجاح، ويُظهر لنا هذا الحدث كيف يمكن للتواضع والاحترام المتبادل أن يحققوا نتائج إيجابية، لا تعزز فقط العلاقات الشخصية، بل تدفع الفن إلى آفاق جديدة، إن قصص النجاح والاحترام المتبادل في هذا المجال تذكرنا بأهمية القيم الأخلاقية في كل مهنة، وضرورة دعم الجيل الجديد من الفنانين لتحقيق النجاحات المستدامة.