في ظل الأحداث المؤسفة التي يشهدها لبنان، خرجت الفنانة إليسا عن صمتها لتعبّر عن مشاعرها تجاه الأوضاع المتدهورة في بلادها، وتعكس كلماتها وأفعالها الأثر العميق الذي تركته الأحداث الأخيرة على نفوس اللبنانيين، بما في ذلك الفنانين الذين يجدون أنفسهم في موقف صعب بين الاستمرار في العمل الفني وبين المساهمة في تخفيف آلام وطنهم.
التأثير النفسي على الفنانين
عبرت إليسا عن تأثرها العميق بما يحدث في لبنان، حيث قالت في تصريحها: “بقالي فترة قاعدة بتفرج على التلفزيون وبشوف اللي بيحصل، زي كل الناس”، ولقد أدركت أن مجرد مشاهدة الأحداث دون اتخاذ أي خطوة فعالة لا يجدي نفعًا، وهذا الوعي المتزايد يدفع الفنانين مثل إليسا إلى التفكير في دورهم في المجتمع، وكيف يمكنهم استخدام منصاتهم للتأثير بشكل إيجابي على من حولهم.
وتظهر كلمات إليسا مدى قلقها على بلدها وتعبّر عن رغبتها في المساهمة في نشر الأمل والجمال في لبنان، فهي تؤمن أن الاستمرار في العمل الفني لا يعني تجاهل المعاناة، بل يمكن أن يكون وسيلة للتأكيد على قوة البلاد ومرونتها، إذ ترى إليسا أن لبنان سيعود أقوى وأجمل من أي وقت مضى، مما يعكس إيمانها العميق بقدرة شعبها على التغلب على المحن.
العودة إلى العمل الفني
أعلنت إليسا عن عزمها العودة إلى العمل الفني واستئناف مسيرتها، مؤكدة أنها تريد تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية والجمال الحقيقي للبنان، وتقول: “قررت أستكمل شغلي وأكفيه، وأفرج الناس صورة بلدي الحلوة”، هذا التحول يعكس رغبتها في تقديم رسالة أمل وتفاؤل في زمن الشدائد.
وتوضح إليسا أيضًا أن اللبنانيين يجب ألا يلوموا الآخرين أو الفنانين الذين يواصلون العمل، بل ينبغي عليهم أن يتحملوا المسؤولية عن الوضع الحالي، وفي تدوينة لها عبر حسابها على منصة “إكس”، كتبت: “ما حدا ممكن يخاف علينا أكتر من حالنا، لهيك ما بقا نلوم أي شخص أو فنان عم بيكمّل بشغله”، وهذه الرسالة تحث الجمهور على الوعي بأهمية المساهمة الفعالة في تحسين الوضع في لبنان.
تأجيل الحفل تضامنًا مع الوطن
في سياق الأوضاع الراهنة، أعلنت إليسا تأجيل حفلها الذي كان مقررًا إقامته في قبرص، معبرة عن قلقها العميق من تدهور الأوضاع الأمنية في لبنان، وأوضحت أن هذه الظروف تجعل من الصعب على أي فنان الاستمرار في تقديم العروض في وقت يموت فيه الأبرياء ويتعرض المواطنون للتهجير.
وفي بيان لها، ذكرت إليسا: “تدهورت الأوضاع الأمنية في بلدي الحبيب لبنان في الأيام الماضية بشكل دراماتيكي، وهذا ما جعلني أشعر بالقلق المتزايد”، لقد اعتبرت تأجيل الحفل واجبًا أخلاقيًا تجاه الوطن وأرواح الشهداء.
وعقب وصولها إلى قبرص، تمكنت إليسا من الاتفاق مع المنتجين على تأجيل الحفل، معبرة عن اعتذارها للجميع بسبب الظروف الراهنة، فهي تؤكد أنه لا يمكن تجاهل معاناة الناس في لبنان من أجل تقديم الترفيه، وذكرت أن “الناس يموتون ويتهجرون من مناطقهم”.
وفي ختام حديثها، دعت إليسا الجميع إلى الصلاة من أجل لبنان، آملةً أن يعود الاستقرار إلى الوطن وأن يعيش اللبنانيون في سلام. لقد كانت كلماتها بمثابة صرخة أمل في زمن الألم، تعكس روح لبنان الصامد.
من خلال تصريحاتها وأفعالها، تبرز إليسا كصوت للفن والأمل في زمن الشدائد. إنها تعكس مدى أهمية الفن في تعزيز الوعي الاجتماعي وتخفيف الآلام.