شهد طريق الجلالة مساء يوم الإثنين الماضي، حادثًا مأساويًا أليمًا، حيث انقلب أتوبيس يقل طلاب جامعة الجلالة بعد فقدان السائق السيطرة على المركبة، الحادث أسفر عن وفاة 12 طالبًا وإصابة 33 آخرين، وفقًا لما أعلنه وزير الصحة والسكان في بيان رسمي.
وهذه الحادثة جاءت لتؤكد على المخاطر التي تواجه المسافرين على الطرق المصرية، وتبرز الحاجة الملحة لتعزيز إجراءات السلامة في وسائل النقل العامة.
زيارة ميدانية للمسؤولين
في أعقاب الحادث، قام الدكتور محمد الطيب، نائب وزير الصحة والسكان، بزيارة ميدانية للمصابين في مستشفى السويس الطبي، حيث تم إدخالهم لتلقي الرعاية اللازمة، وجاء ذلك بتكليف من الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة، الذي حرص على متابعة الحالة الصحية للمصابين والتأكد من تقديم أفضل خدمات الرعاية لهم، وخلال الزيارة، اطمأن الدكتور الطيب على حالتهم الصحية، حيث تبين أن 8 من المصابين في حالة حرجة ويحتاجون إلى رعاية خاصة في وحدات العناية المركزة.
وزيارة الدكتور الطيب شملت أيضًا فحص التقارير الطبية الخاصة بجميع المصابين، حيث أعرب عن تقديره لجهود الكوادر الطبية في تقديم الرعاية اللازمة، وفي تعليقه على الحادث، قدم الدكتور الطيب تعازيه الحارة لأسر الطلاب الذين فقدوا أرواحهم، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
رفع مستوى الاستعداد في المستشفيات
في سياق متصل، وجه الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، جميع الجهات المعنية بالتنسيق الكامل لتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين، تم تكليف الدكتور ماهر مصباح أمين المجلس الأعلى للجامعات الأهلية، والدكتور محمد الشناوي رئيس جامعة الجلالة، والدكتور عمر شريف أمين المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، لتسهيل إجراءات تقديم الرعاية الصحية للمصابين.
كما تم رفع درجة الاستعداد في مستشفيات جامعة الزقازيق والعاشر من رمضان، وهما المستشفيات الجامعية الرئيسية في الإقليم، وذلك لتوفير أماكن لجميع المصابين، وتم تجهيز أطقم طبية من كلية الطب بجامعة الزقازيق لتعزيز قدرة المجمع الطبي بالسويس على التعامل مع العدد الكبير من الإصابات.
استجابة الحكومة والتضامن مع الضحايا
تأتي هذه الحادثة في وقت حساس، حيث دعا العديد من المواطنين إلى ضرورة تحسين معايير السلامة على الطرق العامة، خاصةً لوسائل النقل التي تنقل الطلاب، وأكد وزير الصحة على ضرورة تقديم الدعم النفسي للمصابين، إلى جانب الرعاية الصحية، لضمان استقرار حالتهم النفسية والجسدية، وكما أشار إلى أهمية تكثيف الجهود لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
وتعتبر هذه الحادثة تذكيرًا قاسيًا بواقع الحوادث المرورية في مصر، وحاجة المجتمع إلى التحرك بشكل جماعي لتعزيز سلامة الطرق وتقليل الحوادث التي تؤدي إلى فقدان الأرواح، إن الدعم النفسي والاجتماعي للمصابين وأسر الضحايا هو جزء أساسي من عملية التعافي، ومن المهم أن تلتزم الحكومة بتحقيق ذلك.
وختامًا، تُعَد مأساة طريق الجلالة درسًا قاسيًا يجب أن يفتح النقاش حول كيفية تحسين السلامة المرورية وتقديم الدعم للمحتاجين، وفي ظل الألم الذي يعيشه أهالي الضحايا والمصابين، ينبغي أن يكون هناك التزام عام من قبل جميع الأطراف المعنية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.