عاش الوسط الفني في مصر لحظات مؤلمة وصادمة بعد الإعلان عن وفاة الفنان الكبير حسن يوسف عن عمر يناهز 90 عامًا، وقد أُعلن الخبر من خلال منشور مؤثر نشره شقيقه عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، حيث قال: “توفى منذ قليل شقيقي الأكبر الفنان حسن يوسف”، لحظة الإعلان كانت كفيلة بخلق حالة من الحزن العميق بين محبيه وزملائه في المهنة، فقد كان يوسف أحد الأسماء البارزة في تاريخ السينما والتلفزيون المصري، حيث ترك بصمة واضحة في قلوب الجماهير من خلال أعماله الفنية التي امتدت لعقود.
معاناة وصبر.. أيامه الأخيرة
قبل وفاته، عانت حياة حسن يوسف من ظروف صحية صعبة، وذلك بعد تدهور حالته النفسية إثر فقدانه لابنه عبدالله الذي غرق في عام 2023، كما كشفت زوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودي أنه قد قرر الامتناع عن الظهور الإعلامي في تلك الفترة، متأثراً بحالة الحزن العميقة التي اجتاحت حياته، وقد تزامن هذا مع حلول الذكرى الأولى لرحيل ابنه، والتي كانت في 29 يوليو الماضي، مما زاد من آلامه النفسية.
حياته في الأشهر الأخيرة كانت مليئة بالتأمل والعبادات، حيث اختار قضاء الوقت مع زوجته في قراءة القرآن وممارسة الشعائر الدينية، تلك اللحظات الروحية كانت بمثابة عزاء له في مواجهة حزنه العميق، بينما كان يعبر عن مشاعره بالفقد بأسلوبه الخاص، وهو ما يعكس روح الإيمان والصبر التي تميز بها طوال حياته.
سبب الوفاة
بحسب معلومات من مصادر مقربة من الأسرة، فإن سبب وفاة حسن يوسف كان نتيجة طبيعية لتدهور صحته، الذي زاد بفعل التقدم في السن والأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
وعلى الرغم من المعاناة التي واجهها، إلا أن وفاته جاءت بعد عام من رحيل ابنه، مما يشير إلى نوع من الوحدة التي عاشها في الفترة الأخيرة، صرحت مصادر طبية أن الشيخوخة عادة ما تضع ضغوطًا على الجسم، مما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات صحية.
والفنان الكبير لم يكن مجرد ممثل بل كان رمزاً من رموز السينما المصرية، حيث عُرف بأدواره المميزة وأدائه القوي. بدأت مسيرته الفنية في أوائل الستينات، حيث تألق في العديد من الأفلام والمسلسلات التي حازت على إعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء. كانت له بصمته الخاصة في العديد من الأعمال، حيث أبدع في تقديم الشخصيات التي تركت أثراً في تاريخ الدراما المصرية.
رحيل حسن يوسف يمثل خسارة كبيرة للفن المصري، حيث ترك وراءه إرثًا فنيًا عظيمًا لن يُنسى، ولعل الأثر الذي تركه في قلوب محبيه وزملائه هو ما يجعل ذكراه حاضرة دائمًا في الساحة الفنية، وفي الوقت الذي تتزايد فيه الحزن والألم بفقدان هذه القامة الفنية، يبقى إرثه الفني حيا يتردد صداه في قلوب الكثيرين.
ويُذكر أن الفنان حسن يوسف كان يمثل الجيل الذهبي للسينما المصرية، حيث عاصر العديد من الفنانين الكبار وشارك في العديد من الأعمال الخالدة، ومع رحيله، نودع واحدة من أبرز الشخصيات الفنية التي عاشت بيننا، تاركًا خلفه شغفًا وحبًا للفن ستبقى في ذاكرة الجميع. رحمة الله عليه.