واجه الفنان المصري مصطفى فهمي، الذي وافته المنية عن عمر 82 عاماً، صعوبات صحية شديدة خلال الأشهر الأخيرة من حياته، بدأت بأزمة صحية عارضة قبل أن تتطور بشكل متسارع، وكانت البداية مع ظهور أعراض صداع قوي، تبيّن لاحقاً أنه ناتج عن ورم في المخ، مما استدعى خضوعه لجراحة دقيقة في إحدى المستشفيات الخاصة، ولكن بعد ذلك، وأثناء تواجده في فرنسا، تعرض فهمي لجلطة دماغية استدعت تدخلاً جراحياً عاجلاً.
وبالرغم من تجاوزه هذه الأزمة، إلا أن الظروف الصحية لم تكن لصالحه، حيث أصيب بجلطة ثانية بعد عودته إلى القاهرة، أدت إلى تدهور في قدراته الحركية وأثرت بشكل واضح على قدرته على الكلام، أمام هذه التحديات، قرر فهمي الانسحاب تدريجياً من الأضواء، مبتعداً عن الكاميرات والحفلات العامة، ليعيش حياة هادئة برفقة عائلته، بعيداً عن الضغوط التي كانت تفرضها عليه الحياة الفنية.
وفي الأيام الأخيرة، شهدت حالة فهمي الصحية تدهوراً مفاجئاً استدعى نقله إلى أحد المستشفيات بمنطقة المهندسين، حيث خضع للفحوصات الطبية اللازمة، ليعود بعدها إلى منزله، إلا أن وضعه لم يتحسن، حيث شعر بالتعب مرة أخرى بعد ساعات قليلة، وقبل أن تتمكن أسرته من طلب الإسعاف، فارق الحياة، ليرحل تاركاً إرثاً فنياً مميزاً وشخصية لا تنسى في الوسط الفني المصري.
مصطفي فهمى.. مشوار فني حافل بالنجاح
رغم أن بدايات مصطفى فهمي في عالم الفن جاءت بمحض الصدفة، إلا أن موهبته سرعان ما جعلته واحداً من أبرز النجوم في مصر والعالم العربي، انطلقت مسيرته الفنية عام 1976 عندما شارك في بطولة فيلم “أين عقلي”، ليصبح اسمه من الأسماء المعروفة في السينما المصرية، وقد تميزت أدواره دائماً بتنوعها وعمقها، حيث قدم شخصيات مختلفة وغنية بالتفاصيل جعلت منه وجهاً مألوفاً على الشاشات العربية.
استمرت مسيرته الفنية لعقود من الزمن، وشارك فهمي في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي حظيت بشعبية كبيرة، كان آخر ظهور له على الشاشة من خلال مشاركته في بطولة فيلم “السرب”، الذي تم عرضه مؤخراً وحقق نجاحاً كبيراً على صعيد الإيرادات، وقد تألق فهمي في هذا العمل إلى جانب نجوم آخرين مثل أحمد السقا، وشريف منير، ودياب، ليترك آخر بصمة له في عالم الفن قبل أن توافيه المنية.
فيلم “السرب” من تأليف عمر عبد الحليم، وإخراج أحمد نادر جلال، ويعتبر من الأعمال التي حظيت بإشادة النقاد والجمهور على حد سواء، إذ قدم قصة مثيرة وجذابة، وكان فهمي جزءاً من هذا النجاح الأخير في مسيرته.
رحيل مؤلم ونهاية مشوار حافل
برحيل مصطفى فهمي، فقد الوسط الفني المصري أحد رموزه الذي ترك خلفه إرثاً من الأعمال الفنية التي ستظل خالدة في ذاكرة محبيه، ولم تكن رحلة فهمي في الفن مجرد مهنة، بل كانت شغفاً وطريقاً للتعبير عن قضايا المجتمع وهمومه، وقد ظل قريباً من جمهوره حتى النهاية، رغم الظروف الصحية الصعبة التي ألمّت به.