في جلسة نقاشية مؤثرة ضمن فعاليات مهرجان البحرين السينمائي، شاركت الفنانة منى زكي تجربتها الشخصية والمهنية، حيث تطرقت إلى مشوارها الفني، وكشفت عن مشاعرها تجاه الانتقادات التي تعرضت لها في مراحل مختلفة من حياتها، وأثرت في نفسيتها بشكل كبير، كما تحدثت عن تفاصيل فيلمها الجديد “الست”، الذي يروي جانبًا من حياة الفنانة الراحلة أم كلثوم.
“الست” ودور منى زكي في تجسيد أم كلثوم
تحدثت منى زكي بحماس عن تجربتها في فيلم “الست”، الذي تسلط فيه الضوء على حياة الفنانة الراحلة أم كلثوم.
وقالت منى إنها تعلمت الكثير خلال تصوير الفيلم، مشيرة إلى أنها ما زالت تعيش في داخلها تجربة هذا الدور رغم انتهائها من التصوير منذ عشرة أيام، وأضافت: “ما زلت أشعر وكأنني أستيقظ من النوم كل يوم وأقول لنفسي أنني نسيت أن أذاكر شيئًا خاصًا بشخصية أم كلثوم، وأنني بحاجة لمواصلة الحفظ”.
وأكدت منى أن تأثير الشخصيات الكبيرة في الفن لا يقتصر على الاكتئاب فحسب، بل يتجسد في صعوبة تركها وراءك، حيث يبقى الشخص عالقًا بين الخروج من الشخصية والعودة إلى نفسه، ورغم انتهائها من العمل، تشعر منى بأن الشخصية ما زالت تؤثر فيها بشكل عميق، مما يثبت حجم التحدي الذي خاضته في هذا الدور.
وأضافت منى زكي أنها كانت تجد نفسها أحيانًا “محتبسة في المنتصف” بين شخصيتها الحقيقية والشخصية التي تقوم بتجسيدها على الشاشة، وهو ما جعلها تتعامل مع الأمر كرحلة داخلية أكثر من كونه مجرد دور تمثيلي، وهذه التجربة، بحسب قولها، كانت مؤلمة أحيانًا لكنها علمتها الكثير عن نفسها وعن قدرتها على التحمل.
الانتقادات وتحديات الحياة الشخصية
من ناحية أخرى، لم تخفِ منى زكي تأثير الانتقادات السلبية التي تعرضت لها في مسيرتها، حيث أكدت أنها مرت بفترات صعبة من الهجوم العنيف، لكن الدعم الكبير من عائلتها كان بمثابة نقطة تحول في حياتها، قالت: “زوجي أحمد حلمي وأولادي هم الذين يخرجونني من أي مرحلة صعبة أو ضياع قد أمر به”.
وأوضحت أن أكبر محنة لها لم تكن في مواجهة الهجوم نفسه، بل في الفترات التي تلت الهجوم عندما كانت تجد نفسها معزولة في المنزل، حيث كانت تلك اللحظات من الوحدة والانعزال أشد قسوة من أي هجوم علني.
وتطرقت أيضًا إلى مراحل الانهيار التي مرّت بها، وقالت إن الاكتئاب كان يأتي في بداية هذه المراحل، ثم يتحول إلى محاولة استيعاب الواقع والقبول بأن هناك أشياء أخرى في الحياة تستحق الاهتمام، واعتبرت منى أن الدعم العاطفي من زوجها وأبنائها هو من ساعدها على المضي قدمًا، وأن الوسط الفني أيضًا كان له دور مهم في مساندتها، حيث لم تتردد العديد من الأصوات الفنية في الوقوف بجانبها في أوقات الحاجة.
زيارة البحرين والمستقبل الفني
وعن زيارتها الأولى لمملكة البحرين، عبرت منى زكي عن سعادتها الكبيرة بهذه الزيارة، مؤكدة أن الشعب البحريني الطيب جعلها تشعر وكأنها لم تخرج من بلدها.
وأضافت أن البحرين تمتاز بجو من الدفء والترحاب، ما يعكس طبيعة أهلها الكريمة. كما أشادت بالمبادرات الداعمة للمبدعين في البحرين، مشيرة إلى أن مملكة البحرين كانت من أوائل الدول التي تدعم صانعات الأفلام وتوفر لهم المنصة المناسبة للتعبير عن مواهبهم.
وفي ختام حديثها، أعربت منى عن تقديرها للمهرجان ودعمه للمواهب البحرينية، مؤكدة أن البحرين لديها إمكانيات كبيرة في المجال السينمائي وأنها ستظل مصدر إلهام للمبدعين في مختلف المجالات الفنية.