تعتبر أسواق مواد البناء من بين الأسواق التي تشهد اهتماماً واسعاً في الوقت الحالي من قبل المواطنين والمستثمرين على حد سواء، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة، يواصل السوق المحلي لمواد البناء تفاعله مع مجموعة من المتغيرات الاقتصادية، سواء كانت محلية أو دولية، الأمر الذي يعكس بشكل مباشر على أسعار هذه المواد الأساسية التي تلعب دوراً كبيراً في قطاع البناء والتشييد، ومن بين أبرز هذه المواد الحديد والأسمنت، حيث لاحظ المتابعون تراجعات ملحوظة في أسعارهما خلال الأيام الأخيرة.
انخفاضات جديدة في أسعار حديد التسليح
يعد حديد التسليح من المواد الأساسية التي يعتمد عليها قطاع البناء بشكل كبير، وقد شهدت أسعاره تذبذباً لافتاً في الآونة الأخيرة، وفي آخر تحديث للأسعار يوم الخميس 14 نوفمبر 2024، سجلت أسعار حديد التسليح في السوق المحلي انخفاضاً طفيفاً مقارنة بالأيام السابقة، وهو ما أثار تساؤلات المستثمرين والمستهلكين عن الأوضاع المستقبلية لهذه الأسواق.
ووفقاً للبيانات الأخيرة، بلغ متوسط سعر طن الحديد الاستثماري نحو 37,970 جنيهاً، مسجلاً انخفاضاً بلغ 771 جنيهاً مقارنة بأسعار اليوم السابق، وهذا الانخفاض يمثل فرصة لبعض الشركات المحلية والمستهلكين الذين يسعون للاستفادة من التراجعات الحالية.
وأما عن أسعار حديد التسليح لدى الشركات الكبرى، فقد لوحظ أيضاً تباين في الأسعار بين الشركات المختلفة. ففي شركة حديد عز، سجل سعر الطن نحو 39,660 جنيهاً، وهو انخفاض قدره 527 جنيهاً مقارنة بالأسبوع الماضي، بينما سجل سعر الطن في شركة حديد السويس نحو 39,000 جنيهاً، أما حديد المراكبي فقد وصل إلى 41,000 جنيه. وفيما يتعلق بشركة حديد بشاي، فقد بلغ سعر الطن أيضاً نحو 41,000 جنيه.
ومن ناحية أخرى، سجلت أسعار حديد العشري انخفاضاً طفيفاً ليبلغ سعر الطن 37,500 جنيه، بينما سجلت أسعار حديد الجيوشي نحو 39,000 جنيه، مع اختلافات طفيفة في الأسعار بين الشركات التي تهيمن على السوق المحلي، وتعكس هذه التغيرات في الأسعار تأثير التذبذبات الاقتصادية المحلية والدولية التي يتعرض لها سوق الحديد، مما يزيد من حالة القلق لدى جميع الأطراف المعنية.
أسعار الأسمنت تسجل تراجعاً ملحوظاً
كما لم تكن أسعار الأسمنت بعيدة عن تأثيرات هذه التغيرات الاقتصادية، فقد شهدت هي الأخرى تراجعات ملحوظة في الأيام الأخيرة، حيث سجل سعر طن أسمنت الرمادي، وهو من أكثر الأنواع استخداماً في البناء، تراجعاً بنسبة ملحوظة ليبلغ 2,898 جنيهاً، وهو انخفاض قدره 83 جنيهاً مقارنة باليوم السابق.
وأما أسمنت النصر، فقد بلغ سعر الطن فيه 1,960 جنيهاً، بينما سجل أسمنت الشركة العربية 2,000 جنيه للطن. كما شهدت أسعار أسمنت العسكري تراجعاً طفيفاً لتسجل 1,950 جنيهاً، في حين استقرت أسعار أسمنت السويس عند 2,000 جنيه للطن، وهذه الانخفاضات في أسعار الأسمنت تأتي في وقت تشهد فيه السوق بعض الاستقرار النسبي بعد فترات من التذبذب الكبير.
ويلاحظ أن هذه الانخفاضات تأتي في وقت حساس بالنسبة لقطاع البناء الذي يعاني من ضغوط اقتصادية كبيرة، ويعود تراجع أسعار الأسمنت إلى عدة عوامل منها انخفاض الطلب في بعض المناطق نتيجة للأزمة الاقتصادية الحالية، إضافة إلى التحديات التي تواجه شركات الأسمنت في الإنتاج والتوريد، ولكن في المقابل، يُتوقع أن تكون هذه الانخفاضات بمثابة فرصة لعدد من المشاريع التي تحتاج إلى الاستفادة من الأسعار المنخفضة لخفض تكاليف البناء.
الآفاق المستقبلية لأسواق مواد البناء
مع استمرار تراجع أسعار الحديد والأسمنت في السوق المحلي، من المتوقع أن يشهد قطاع البناء مزيداً من التأثيرات الاقتصادية في الأيام القادمة، ويعتبر انخفاض الأسعار مؤشراً إيجابياً لبعض القطاعات التي تعتمد على هذه المواد بشكل أساسي، إلا أن استمرار حالة عدم الاستقرار الاقتصادي قد يؤدي إلى تغيرات غير متوقعة في المستقبل القريب، في ظل ذلك، من الأهمية بمكان متابعة تحركات الأسواق بشكل دقيق لتحديد أفضل الفرص للاستثمار أو الشراء في هذه الفترة.
ومن ناحية أخرى، تبقى التحليلات الاقتصادية والمراقبة المستمرة للعوامل المؤثرة في الأسواق المحلية والدولية أمراً بالغ الأهمية للمستثمرين والمستهلكين في هذا القطاع، حيث أن الأسعار قد تشهد مزيداً من التقلبات التي قد تؤثر بشكل مباشر على استقرار السوق.