في ظل استمرار التقلبات الحادة في أسواق مواد البناء بمصر، يولي العديد من المواطنين والمستثمرين اهتماماً كبيراً بتتبع أسعار حديد التسليح والأسمنت، فقد شهدت هذه الأسواق في الآونة الأخيرة اضطرابات ملحوظة نتيجة لتغيرات في أسعار خام البليت، الذي يعد المادة الأساسية في صناعة حديد التسليح، بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية المحلية والعالمية التي تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج والتوريد.
واليوم الثلاثاء الموافق 19 نوفمبر 2024، تم رصد أحدث الأسعار لمواد البناء، حيث بلغ متوسط سعر طن الحديد الاستثماري 38,315 جنيهاً، وهذا يمثل زيادة قدرها 154 جنيهاً مقارنة بأسعار يوم أمس، ويُلاحظ أن شركات إنتاج حديد التسليح شهدت تبايناً في الأسعار، حيث وصل سعر طن حديد عز إلى نحو 39,768 جنيهاً، مسجلاً انخفاضاً قدره 216 جنيهاً عن الأسعار المسجلة يوم الاثنين الماضي.
وفي الوقت ذاته، بلغ سعر طن حديد السويس نحو 39,000 جنيه، بينما سجل سعر طن حديد المراكبي 41,000 جنيه، وارتفع أيضاً سعر طن حديد بشاي ليصل إلى 41,000 جنيه، بينما سجل سعر طن حديد العشري 37,500 جنيه، وأخيراً، بلغ سعر طن حديد الجيوشي نحو 39,000 جنيه.
أسعار الأسمنت اليوم
ومن جهة أخرى، شهد سوق الأسمنت تبايناً في الأسعار اليوم، حيث سجل سعر طن أسمنت الرمادي 2816 جنيهاً، مسجلاً تراجعاً قدره 57 جنيهاً مقارنة بالأسعار المسجلة يوم أمس.
وفي سياق آخر، بلغ سعر طن أسمنت النصر 1960 جنيهاً، بينما وصل سعر طن أسمنت الشركة العربية إلى 2000 جنيه، أما سعر طن أسمنت العسكري، فقد بلغ 1950 جنيهاً، في حين ظل سعر طن أسمنت السويس ثابتاً عند 2000 جنيه.
وتُظهر هذه الأسعار تبايناً في أسعار مواد البناء بين الشركات المصنعة للأسمنت، مع تسجيل انخفاض طفيف في سعر أسمنت الرمادي مقارنة باليوم السابق، بينما تظل الأسعار الأخرى مستقرة عند مستويات قريبة من 2000 جنيه للطن، ويُعزى هذا التباين إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والطلب المرتبط بتغيرات السوق المحلية والدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التقلبات تؤثر على تكلفة مشاريع البناء، مما يدفع المقاولين والمستثمرين إلى اتخاذ قرارات حذرة بشأن تنفيذ مشاريع جديدة أو استمرار تنفيذ المشاريع القائمة، ومن المتوقع أن تستمر هذه التقلبات في التأثير على خطط البناء والإنشاءات خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار عدم استقرار أسعار مواد البناء.
زمن جانبه، قال أحد خبراء الاقتصاد في مجال البناء: “تؤثر العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية بشكل كبير على أسواق مواد البناء، وتغيرات أسعار المواد الخام، مثل خام البليت المستخدم في صناعة حديد التسليح، تلعب دوراً مهماً في هذه التقلبات.
وفي الوقت نفسه، العوامل المحلية مثل أسعار الطاقة وتكاليف النقل والضرائب تلعب دوراً حاسماً في تحديد أسعار المواد المصنعة.
وأضاف الخبير أن: القرارات الاقتصادية الحكومية المتعلقة بالتعرفة الجمركية على واردات المواد الخام، والضرائب المفروضة على القطاع، تلعب دوراً رئيسياً في تقلبات أسعار مواد البناء.
ومن جانبه، أشارت وزارة الصناعة والتجارة إلى أنها تتابع بدقة حركة الأسواق، وأنها تتخذ خطوات لضمان استقرار أسعار مواد البناء في السوق المحلية، وقال مصدر مسؤول في الوزارة: “نحن نعمل على مراقبة التغيرات في الأسعار وحماية مصالح المستهلكين والمنتجين على حد سواء”.
ويُتوقع أن تظل أسواق مواد البناء تحت تأثير التقلبات الاقتصادية العالمية والمحلية، والتي ستستمر في التأثير على أسعار الحديد والأسمنت والمكونات الأخرى المستخدمة في البناء، وفي الوقت ذاته، يوصي الخبراء بتوخي الحذر والانتظار قبل اتخاذ قرارات بناء جديدة خلال هذه الفترة.