شهدت شركة باي بال (PayPal) انقطاعًا تقنيًا عالميًا أثّر على آلاف المستخدمين في مختلف أنحاء العالم، حيث استمر العطل لمدة ساعتين تقريبًا.
ورغم تأثيره الكبير على العديد من الخدمات المالية الرقمية، تمكنت الشركة من حل المشكلة بالكامل بحلول الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت مكة المكرمة.
مشكلة تقنية تؤثر على خدمات متعددة
أوضحت باي بال أن العطل بدأ عند الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة، وهو ما تسبب في تعطيل مجموعة من خدمات الشركة الأساسية.
من أبرز الخدمات المتأثرة كانت عمليات السحب من الحسابات، وخدمة الدفع بين الأفراد “فينمو” (Venmo)، بالإضافة إلى خدمات الدفع عبر الإنترنت التي يعتمد عليها ملايين المستخدمين في شتى أنحاء العالم.
ولم تقتصر التأثيرات على هذه الخدمات فقط، بل شملت أيضًا العمليات المتعلقة بالعملات المشفرة التي توفر باي بال للعملاء إمكانية شرائها وبيعها وتخزينها.
فيما أكد ممثلون عن منصات تداول العملات المشفرة الكبرى مثل “كوين بيز” (Coinbase) و”كراكن” (Kraken) حدوث مشكلات تتعلق بتعاملات باي بال، تضمنت تأخيرات في الإيداعات ومعاملات أخرى.
هذه التأثيرات كانت ملحوظة بشكل خاص بالنسبة للمتعاملين في سوق العملات المشفرة، الذين كانوا في وقت حساس مع ارتفاع تاريخي لعملة “البيتكوين”، التي تجاوزت قيمتها 98 ألف دولار في نفس اليوم.
يرجح البعض أن زيادة الطلب على المعاملات المتعلقة بالعملات المشفرة كانت من الأسباب التي أدت إلى الضغط على النظام، مما ساهم في انقطاع الخدمة.
وقد تزامن هذا الانقطاع مع قفزة كبيرة في قيمة البيتكوين، مما زاد من الإقبال على هذه المعاملات التي تتيحها باي بال. وبالتالي، لم يكن العطل محصورًا في المدفوعات العادية فحسب، بل امتد ليشمل العديد من عمليات بيع وشراء العملات المشفرة.
هذا العطل كشف عن مدى الاعتماد الواسع على الخدمات المالية الرقمية في الحياة اليومية، وخصوصًا في قطاع العملات المشفرة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاستثمارات والمعاملات المالية في الوقت الحالي.
كما أظهرت تلك المشكلة التحديات التي قد تواجهها شركات التكنولوجيا المالية عند التعامل مع تدفق ضخم من المعاملات في فترات زمنية محددة.
وفقًا لمنصة “داون ديتكتور” (Downdetector)، التي ترصد الانقطاعات التقنية في الخدمات الإلكترونية، تم تسجيل حوالي 9,000 شكوى مرتبطة بمشكلات في تعاملات باي بال ظهيرة الخميس.
وكان من أبرز الشكاوى تأخر الإيداعات وتعطل خدمات الدفع الإلكتروني بشكل عام، مما أثر بشكل كبير على ملايين المستخدمين الذين يعتمدون على هذه الخدمة في معاملاتهم المالية اليومية.
لحسن الحظ، تمكنت باي بال من معالجة المشكلة بسرعة، حيث أعلنت عن استعادة الخدمة بشكل كامل في الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت مكة المكرمة، ورغم أن الشركة لم تكشف عن تفاصيل دقيقة حول سبب العطل، إلا أن استجابتها السريعة مكنت من تقليل الآثار السلبية لهذا الانقطاع.
هذا الحادث أضاف إلى النقاش المستمر حول قدرة الأنظمة الرقمية الحديثة على التكيف مع الضغط المتزايد، خصوصًا في ظل تزايد الاعتماد على التقنيات المالية والرقمية في عالمنا المعاصر.
ما حدث يشير إلى أهمية استثمار الشركات مثل باي بال في تعزيز بنية أنظمتها التحتية الرقمية، خاصة في مجالات تتعلق بالعملات المشفرة التي تشهد اهتمامًا متزايدًا من قبل المستخدمين.
كما يسلط الضوء على التحديات التي قد تواجهها الشركات التي تقدم خدمات مالية على نطاق واسع عندما تنفجر الفقاعة الرقمية بشكل مفاجئ، مما يستدعي تأهيل الأنظمة لمواكبة التغيرات السريعة.
في النهاية، يعد هذا الانقطاع بمثابة تذكير بأهمية تقوية الأنظمة الرقمية التي تدير التعاملات المالية في عصر التكنولوجيا المتقدمة، حيث أصبح مثل هذا النوع من الأعطال له تأثيرات بالغة على الاقتصاد الرقمي وتوقعات المستخدمين على حد سواء.
