تواصل شركة “ميتا” تكثيف جهودها في مكافحة الاحتيال الإلكتروني، حيث أعلنت عن حذف أكثر من مليوني حساب احتيالي من منصاتها، بما يشمل “فيسبوك”، “إنستجرام”، و”واتساب”، خلال العام 2024.
يأتي هذا التحرك ضمن استراتيجية شاملة تستهدف مواجهة التهديدات المتزايدة من عصابات الاحتيال المنظم التي باتت تشكل تحديًا كبيرًا للأمن الرقمي على مستوى العالم.
أسباب ودوافع مكافحة الحسابات المزيفة
أوضحت “ميتا” في تقريرها الصادر بتاريخ 21 نوفمبر 2024، أن الحسابات المحذوفة كانت تُستخدم في استهداف المستخدمين بطرق متنوعة، أبرزها الرسائل النصية المخادعة، الإعلانات المزيفة، ومخططات الاستثمار الوهمية.
تركز هذه العصابات، التي تعمل بأساليب متطورة، على استغلال الضحايا عبر التلاعب بمشاعرهم وثقتهم، مستغلة المنصات الاجتماعية لترويج محتويات زائفة وجذب المستخدمين إلى فخاخ مالية.
أكد التقرير أن مكافحة ميتا تستهدف بشكل أساسي مراكز الاحتيال الكبرى في خمس دول رئيسية: ميانمار، لاوس، كمبوديا، الإمارات العربية المتحدة، والفلبين، في هذه المناطق، تنشط عصابات إجرامية تجبر بعض الأفراد، عبر أساليب قسرية، على تنفيذ عمليات احتيال تشمل العملات المشفرة والقروض الوهمية.
آليات العمل والتعاون الدولي
في إطار هذه الجهود، أوضحت ميتا أنها تعتمد على فريق متخصص يتولى مراقبة نشاطات هذه العصابات وتحليل أنماط عملها، إلى جانب منعها من إنشاء حسابات جديدة.
كما تعمل الشركة بالتعاون مع شركات تقنية أخرى وأجهزة إنفاذ القانون على مستوى العالم، لتبادل المعلومات وتعزيز الجهود المشتركة في التصدي للجرائم الرقمية.
يشير التقرير إلى أن عمليات الاحتيال تبدأ غالبًا عبر منصات ميتا، حيث يتواصل المحتالون مع الضحايا باستخدام حسابات مزيفة لإقناعهم بالاستثمار في مشاريع وهمية.
وبعد كسب ثقة الضحية، يُطلب منهم الانتقال إلى تطبيقات أو مواقع خارجية، غالبًا ما تكون مرتبطة بالعملات المشفرة، ليصبحوا في النهاية عرضة لعمليات سرقة مباشرة أو استنزاف لأموالهم.
رغم نجاح ميتا في حذف هذا العدد الكبير من الحسابات المزيفة، فإن التحديات ما زالت قائمة. تتسم العصابات الاحتيالية بمرونة عالية وقدرة على التكيف مع الإجراءات الأمنية، مما يدفع ميتا لمواصلة تحسين أنظمتها الأمنية وتعزيز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن الأنشطة المشبوهة بسرعة أكبر.
تؤكد جهود ميتا على أهمية التعاون الدولي لمواجهة الجرائم الإلكترونية المتزايدة، مع التركيز على رفع الوعي لدى المستخدمين حول مخاطر الاحتيال وكيفية حماية أنفسهم.
وبالنظر إلى تزايد اعتماد العالم على التكنولوجيا الرقمية، فإن الحاجة إلى تطوير استراتيجيات مبتكرة لمكافحة هذه الجرائم أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.