تواصل شركة أمازون تعزيز مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير نموذج ذكاء اصطناعي جديد يحمل اسم Olympus، مصمم لمعالجة النصوص والصور ومقاطع الفيديو.
يأتي هذا التطور في إطار جهود أمازون لتقليل اعتمادها على تقنيات شركات أخرى مثل Anthropic، التي تُعد أحد شركائها في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد أوردت صحيفة The Information هذا الخبر، مشيرة إلى أن النموذج الجديد يمثل خطوة هامة في استراتيجية أمازون لتوسيع نطاق قدراتها التكنولوجية.
Olympus
وفقًا للتقارير، فإن نموذج الذكاء الاصطناعي Olympus هو نموذج لغة كبير (LLM) قادر على تحليل وفهم النصوص والصور والفيديوهات.
تم تصميم هذا النظام خصيصًا لتلبية احتياجات العملاء، حيث يمكنه البحث عن مشاهد محددة في مقاطع الفيديو بناءً على أوصاف نصية بسيطة. على سبيل المثال، يمكن للمستخدم كتابة وصف مثل “غروب الشمس على الشاطئ” ليقوم النموذج بالبحث واستخراج المشاهد ذات الصلة تلقائيًا.
من المتوقع أن تعلن أمازون رسميًا عن Olympus خلال مؤتمرها السنوي AWS re:Invent، والذي يُعقد قريبًا، حيث ستعرض الشركة التفاصيل التقنية للنموذج وكيفية دمجه في خدماتها السحابية.
تهدف أمازون من خلال تطوير Olympus إلى تقليل اعتمادها على أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى، مثل روبوت الدردشة Claude الذي طورته شركة Anthropic.
ويُستخدم هذا الروبوت بشكل واسع ضمن خدمات أمازون السحابية AWS، ولكن النموذج الجديد سيوفر لأمازون مزيدًا من الاستقلالية، مما يقلل من التكاليف التشغيلية ويعزز الابتكار الداخلي.
ويأتي هذا التحرك في ظل سباق محموم مع شركات مثل جوجل، مايكروسوفت، وOpenAI، التي كانت قد حققت تقدمًا كبيرًا في تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما دفع أمازون إلى اتخاذ خطوات ملموسة للحاق بهذا الركب.
على الرغم من سعي أمازون للاستقلال التكنولوجي، فإن الشركة لا تزال تستثمر بشكل كبير في شركاء مثل Anthropic، في سبتمبر من العام الماضي، استثمرت أمازون 4 مليارات دولار في Anthropic، لتعلن مؤخرًا عن استثمار إضافي بنفس القيمة، ليصل إجمالي استثماراتها إلى 8 مليارات دولار.
توسعت هذه الشراكة لتشمل التعاون في تطوير تقنيات متقدمة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تحسين مسرعات Trainium، وهي شرائح مخصصة للتعلم الآلي تم تطويرها بالتعاون مع مختبرات Annapurna التابعة لأمازون، يهدف هذا التعاون إلى رفع كفاءة الأنظمة المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، مما يتيح تطوير نماذج أكثر تطورًا وفعالية.
تحاول أمازون من خلال هذه الخطوة مواجهة تصور شائع بأن منافسيها، مثل جوجل ومايكروسوفت وOpenAI، قد تفوقوا في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتطمح أمازون إلى تغيير هذا التصور من خلال الابتكار المتواصل وتعزيز خدماتها السحابية بمجموعة من الأدوات الذكية التي تجعلها الخيار الأول للشركات والمؤسسات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إذا أثبت Olympus كفاءته، فإنه لن يكون مجرد نموذج ذكاء اصطناعي جديد، بل سيشكل ركيزة أساسية في استراتيجية أمازون المستقبلية لتعزيز مكانتها كمزود رائد لحلول الذكاء الاصطناعي، كما أن دمجه في منظومة AWS سيتيح للشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء الاستفادة من تقنيات متقدمة في معالجة وتحليل البيانات.
بفضل استثماراتها الضخمة وشراكاتها الاستراتيجية، تبدو أمازون مستعدة لدخول مرحلة جديدة من الابتكار في الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ومع إطلاق Olympus، فإنها تعزز تنافسيتها وتفتح الباب أمام تطبيقات جديدة لهذه التقنية في مجالات مثل التجارة الإلكترونية، تحليل البيانات، وإنشاء المحتوى.
