أعلنت شركة تسلا عن إطلاق أحدث إصدار من نظام القيادة الذاتية الشهير Full Self-Driving (FSD) V13.2، الذي يُعد تطورًا محوريًا في رحلتها نحو تحقيق تجربة قيادة ذاتية أكثر أمانًا وذكاءً.
يأتي هذا التحديث بعد بضعة أشهر فقط من إصدار النسخة السابقة V12.5، ويدعم السيارات المزودة بأحدث أنظمة الأجهزة والكاميرات HW4.
تحديث شامل بأداء محسّن
يتضمن FSD V13.2 تحسينات كبيرة تركز على السرعة والدقة في الاستجابة، وفقًا لشركة تسلا، فإن التحديث الجديد يعتمد على نموذج ذكاء اصطناعي بحجم أكبر بثلاثة أضعاف من السابق، مدعومًا بأجهزة حوسبة أسرع بخمس مرات، وتترجم هذه التحسينات إلى استجابة أسرع بمرتين للنظام، وقدرة أعلى على تجنب الاصطدامات.
إحصائيات الأداء التي أصدرتها الشركة أظهرت أن المسافة المقطوعة بين التدخلات البشرية زادت بمعدل يتراوح بين 5 إلى 6 أضعاف مقارنة بالإصدار السابق، كما أُضيفت ميزة التشغيل المباشر لنظام FSD من وضع التوقف (Park) بضغطة زر واحدة، ما يضيف مزيدًا من السهولة للسائقين.
أبرز التحديثات العملية التي جاءت مع FSD V13.2 تتضمن:
- أتمتة المنعطفات ثلاثية النقاط: قدرة السيارة على المناورة بدقة في المساحات الضيقة.
- الركن الذاتي: أداء أكثر ذكاءً في التراجع من مواقع التوقف أو ركن السيارة تلقائيًا في الممرات والمرائب.
- تحسين رؤية الكاميرات، بما في ذلك تنظيفها الذاتي لضمان وضوح الرؤية أثناء القيادة.
- قدرة النظام على اكتشاف طرق بديلة بسرعة عند مواجهة إغلاق الطرق.
تضمنت التحديثات أيضًا معالجة مشاكل مثل الكبح غير الضروري والسلوك المفرط الحذر، لا سيما في مواقف السيارات المزدحمة، مما يحسن تجربة القيادة اليومية.
صرّح يون-تا تساي، أحد قادة تطوير نظام القيادة الذاتية في تسلا، بأن التحديث الجديد يعد من أكبر التحديثات الهيكلية للنظام منذ أربع سنوات، وذكر:”قمنا بإعادة تصميم النظام بالكامل، بدءًا من معالجة البيانات الخام للكاميرات وحتى التحكم الكامل في السيارة، ودمجنا المزيد من الوظائف ضمن إطار عمل موحد. هذا التطوير كان ضروريًا لتحقيق تجربة قيادة أكثر كفاءة وسلاسة.”
رغم هذه الابتكارات، تقتصر ميزات FSD V13.2 حاليًا على سيارات تسلا المزودة بأحدث الأجهزة HW4، بينما تُشغّل غالبية سيارات تسلا الأخرى الأجهزة السابقة HW3، ما قد يُحدّ من الاستفادة الكاملة من التحديث.
وأشار إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا، إلى احتمال تقديم ترقيات مجانية للأجهزة القديمة في حال تعذر تشغيل الإصدارات المستقبلية من FSD عليها.
مع تسارع جهود Tesla لتقديم نظام قيادة ذاتية غير خاضع للإشراف الكامل، تسعى الشركة أيضًا إلى تحسين قدراتها على الامتثال للمتطلبات التنظيمية العالمية.
ويتوقع أن تلعب النسخة FSD V13.2 دورًا محوريًا في هذه المساعي، خاصة مع تعزيز الأتمتة في المواقف المعقدة مثل مواقف السيارات والتنقل داخل المدن.
يأتي هذا التحديث كجزء من استراتيجية تسلا لقيادة ثورة القيادة الذاتية عالميًا، وبينما تعمل الشركة على التغلب على تحديات الأجهزة القديمة والتوسع في نشر التحديثات، يترقب السوق بشغف كيف ستواصل تسلا تحقيق رؤيتها لتجربة قيادة خالية من التدخل البشري بشكل كامل.