كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود تركيزات مرتفعة من مواد كيميائية سامة تُعرف باسم “PFAS” (بيرفلورو ألكيل وبولي فلورو ألكيل) في أساور الساعات الذكية الشهيرة، هذه المواد، التي تُعرف بـ”الكيميائيات الدائمة”، لا تتحلل في البيئة وتتراكم في الجسم بمرور الوقت، مما يزيد من خطورتها على الصحة العامة.
تفاصيل الدراسة
الدراسة، التي نشرت نتائجها مجلة “Environmental Science & Technology Letters”، سلطت الضوء على وجود تركيزات غير مسبوقة من مادة “PFHxA”، وهي أحد أخطر أشكال “PFAS”، في أساور مصنوعة من مادة الفلور إلاستومر، هذه المادة تُستخدم على نطاق واسع بسبب مقاومتها العالية للماء وتحملها للظروف القاسية، ما يجعلها شائعة في صناعة أساور الساعات الذكية.
تأثيرات صحية خطيرة
الدراسة أوضحت أن حمض “PFHxA” يمكن أن يتسرب من الأساور إلى جلد المستخدم، خصوصًا أثناء التعرق أو ممارسة الرياضة، هذا التسرب قد يؤدي إلى مخاطر صحية كبيرة تشمل:
اضطرابات في عمل الهرمونات.
ضعف الجهاز المناعي.
زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
الباحثون أكدوا أن الاستخدام اليومي لهذه الأساور، خاصة في ظروف تتطلب تلامسًا مستمرًا مع الجلد، يعرض المستخدمين لمستويات مقلقة من المواد الكيميائية السامة.
انتشار واسع للمواد الكيميائية الدائمة
تستخدم “PFAS” في مجموعة واسعة من المنتجات اليومية مثل أواني الطهي غير اللاصقة، الملابس المقاومة للماء، وأغلفة الطعام، إلا أن وجودها في أساور الساعات الذكية يثير تساؤلات حول سلامة هذه المنتجات التي تلامس الجلد بشكل مباشر لفترات طويلة.
الشركات المصنعة ودورها
شركات مثل “أبل” و”سامسونغ” تقدم أساور الساعات الذكية المصنوعة من الفلور إلاستومر كخيار مثالي للرياضيين بسبب متانتها ومقاومتها العالية للماء، لكن الدراسة أثارت قلقًا بشأن افتقار هذه الشركات للشفافية فيما يتعلق بالمواد المستخدمة في منتجاتها وتأثيراتها الصحية.
البدائل الممكنة
لحماية نفسك، ينصح الخبراء باتباع هذه الإرشادات:
اختيار أساور مصنوعة من مواد طبيعية أو تلك التي لا تحتوي على “PFAS”.
مراجعة مكونات الأساور في مواصفات المنتج قبل الشراء.
تجنب استخدام الأساور لفترات طويلة عند ممارسة الرياضة أو في الطقس الحار.
خطوات مطلوبة
الدراسة تدعو إلى ضرورة اتخاذ إجراءات تنظيمية للحد من استخدام “PFAS” في المنتجات الاستهلاكية، خاصة تلك التي تلامس الجلد. كما طالبت الباحثون الشركات المصنعة بتطوير بدائل آمنة لهذه المواد الكيميائية.
مع استمرار التطورات التقنية وازدياد انتشار الأجهزة القابلة للارتداء، عليك أن تكون أكثر وعيًا بالمواد المستخدمة في المنتجات التي تستخدمها يوميًا. سلامة المنتجات ليست مجرد ميزة إضافية بل ضرورة لضمان صحة أفضل.