تقترب ذكرى ليلة الإسراء والمعراج لعام 2025، والتي توافق ليلة 27 من شهر رجب. تعد هذه الليلة المباركة واحدة من أعظم المعجزات التي اختص الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث أسري به من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس، ثم عُرج به إلى السماوات العلا. وتأتي هذه الذكرى كفرصة للتأمل في عظمة الرسالة الإسلامية ومكانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وللتعرف على الحكمة الربانية من استخدام البراق في رحلة الإسراء بدلاً من أجنحة الملائكة.
الإسراء والمعراج: تعريف ومعنى
تعريف الإسراء والمقصود منه
الإسراء في اللغة مشتق من كلمة “سرى” وتعني السير ليلاً، وهو ما ورد في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: 1]. والمقصود بالإسراء هو الرحلة الأرضية التي نقلت النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس.
تعريف المعراج والمقصود منه
المعراج مشتق من “عرج”، ويعني الصعود أو الارتقاء. والمقصود به عروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الأقصى إلى السماوات السبع وصولاً إلى سدرة المنتهى، حيث اطلع على الآيات الكبرى وسمع صريف الأقلام.
الحكمة من الإسراء بالبراق وليس بأجنحة الملائكة
يتساءل الكثير عن السبب وراء استخدام البراق في رحلة الإسراء بدلاً من أجنحة الملائكة كما حدث مع الأنبياء السابقين. وفقًا لما أوضحته دار الإفتاء، فإن الحكمة تكمن في الآتي:
- رؤية الآيات الكبرى: نقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بواسطة البراق سمح له بمشاهدة الآيات التي مُثلت له في الطريق.
- إظهار عظمة المعجزة: رحلة الإسراء على دابة صغيرة مثل البراق فيها إشارة إلى القدرة الإلهية العظيمة، حيث قطع النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه المسافة في وقت وجيز.
- تشريف النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كان الآخذ بالركاب جبريل عليه السلام، والآخذ بالزمام ميكائيل عليه السلام، وهما من أعظم الملائكة، مما يعكس مدى التكريم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
تكريم النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج
كانت رحلة المعراج مختلفة عن الأنبياء السابقين، حيث صعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بواسطة المعراج الذي يتضمن مراقي متعددة. وكل مرقاة كان النبي يضع قدمه عليها لترتفع به إلى الأعلى حتى وصل إلى سدرة المنتهى. وقد رافقه في هذه الرحلة جبريل عليه السلام ليكون له أنيسًا ولإتمام الحفاوة الربانية.
الإسراء والمعراج: معجزة وتكريم إلهي
رحلتا الإسراء والمعراج تمثلان معجزة ربانية اختص الله بها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت تكريمًا له وتسليته بعد ما واجهه من أذى من المشركين. قال تعالى: ﴿لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].
أهمية ذكرى الإسراء والمعراج للمسلمين
تعد ذكرى الإسراء والمعراج مناسبة للتأمل في مكانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعظمة رسالته. إنها تذكير للمسلمين بأن الله قادر على كل شيء، وبأهمية الإيمان بالغيب ومعجزات الأنبياء.