ينتظر المسلمون حول العالم شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر، فهو شهر الخير والبركة والرحمة، ووفقًا للحسابات الفلكية الصادرة عن معهد الفلك الدولي، من المتوقع أن يبدأ شهر رمضان الكريم لعام 2025 يوم السبت الموافق 1 مارس 2025، ومع ذلك، فإن التأكيد النهائي لبداية الشهر يكون من خلال استطلاع الهلال الذي تجريه الجهات الشرعية المختصة، مثل دار الإفتاء، والتي تعتمد على الرؤية الشرعية لتحديد أول أيام الشهر المبارك.
رمضان شهر الطاعات والعبادات
يعتبر رمضان فرصة عظيمة للمسلمين لمضاعفة أعمال الخير والعبادة، إذ يحرص الجميع على الصيام والقيام وتلاوة القرآن، بالإضافة إلى العبادات الأخرى مثل إخراج الصدقات والزكاة والإكثار من الدعاء والاستغفار، ففي هذا الشهر، يتقرب المسلمون إلى الله بالأعمال الصالحة التي تضاعف فيها الأجور، وتصفى فيها النفوس، ويستشعر العبد معاني الصبر والتقوى.
فضائل شهر رمضان المبارك
يتميز شهر رمضان بفضائل عديدة تجعله أعظم شهور العام، ومن أبرز هذه الفضائل:
1ـ شهر العتق من النار
جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه: “وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة”.
وهذا يدل على أن كل ليلة من ليالي رمضان فرصة للفوز بالعتق من النار، وهو فضل عظيم لا ينبغي التفريط فيه.
2ـ تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار
في الحديث المتفق عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين”.
وهذا يدل على أن رمضان شهر الرحمة والمغفرة، حيث تعم أجواء الطاعة، ويجد المسلم الفرصة للتوبة والعودة إلى الله.
3ـ ليلة القدر: خير من ألف شهر
من أعظم ما يميز شهر رمضان ليلة القدر، التي جعل الله أجر العمل فيها أعظم من أجر العمل في ألف شهر، كما قال تعالى:
“ليلة القدر خير من ألف شهر” (القدر:3).
وفي الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرمها فقد حُرم الخير كله”.
ولهذا، يحرص المسلمون على قيام العشر الأواخر من رمضان، تحريًا لهذه الليلة المباركة.
4ـ رمضان شهر الصبر والمغفرة
يعتبر الصيام من أعظم صور الصبر، فهو تدريب للنفس على ضبط الشهوات والتحكم في الرغبات، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” (الزمر:10).
وفي الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“الصيام نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة”.
5ـ شهر الدعاء المستجاب
جعل الله رمضان شهر الإجابة والرحمة، حيث ورد في القرآن الكريم بعد آيات الصيام قوله تعالى:
“وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان” (البقرة:186).
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم” (رواه أحمد).
وهذا يشجع المسلمين على الإكثار من الدعاء في رمضان، طلبًا للمغفرة والرحمة من الله.
6ـ شهر المغفرة ومحو الذنوب
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر”، وهذا يدل على أن رمضان فرصة للتوبة والعودة إلى الله، إذ يغفر الله الذنوب لمن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا.
7ـ شهر الجود والإحسان
كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كما ورد في الحديث الصحيح.
ولهذا، يحرص المسلمون خلال رمضان على الصدقة وإطعام الطعام، اقتداءً بالنبي الكريم، وسعيًا لنيل الأجر والثواب المضاعف.
