شهدت محافظة أسيوط واحدة من أشرس المعارك الأمنية خلال السنوات الأخيرة، حيث تحولت قرية العفادرة بمركز ساحل سليم إلى ساحة حرب حقيقية، بعد مواجهات عنيفة استمرت ثلاثة أيام بين قوات الأمن وعناصر إجرامية خطرة، بقيادة المسجل خطر محمد محسوب.
منذ عام 2011، فرض محسوب سيطرته على المنطقة، مستغلًا حالة الانفلات الأمني عقب ثورة يناير، حتى تحول إلى أحد أخطر المطلوبين في صعيد مصر. وعلى مدار 14 عامًا، شكلت عصابته بؤرة إجرامية خطرة، متخصصة في تجارة المخدرات، وحيازة الأسلحة الثقيلة، وفرض النفوذ بقوة السلاح.
مع تصاعد تهديداته الأمنية، جاءت المواجهة الأخيرة كقرار حاسم من وزارة الداخلية، لإنهاء نفوذ محسوب وعصابته، وهو ما أسفر عن معركة شرسة استمرت 72 ساعة، وانتهت بمقتله وسقوط إمبراطوريته الإجرامية.
البداية
بدأت قصة محمد محسوب مع الانفلات الأمني بعد ثورة يناير 2011، حيث استطاع تكوين عصابة مسلحة تسيطر على قرية العفادرة، مما جعلها بؤرة إجرامية خطيرة في مركز ساحل سليم وتخصصت العصابة في الاتجار بالمخدرات والأسلحة النارية وفرض محسوب نفوذه بالقوة، مما جعل الأهالي يعيشون في رعب مستمر وجعلت الطبيعة الجغرافية للقرية، المليئة بالزراعات الكثيفة، عمليات القبض عليه صعبة.
التصعيد الأخير.. شرارة الحرب في أسيوط
ازدادت خطورة محسوب خلال الأشهر الأخيرة، بسبب تكرار عمليات إطلاق النار العشوائي، بالإضافة إلى خلاف مع إحدى العائلات بسبب نزاع على منزل، مما أدى إلى تصاعد التوتر الأمني في المنطقة.
وبعدما أصبح محسوب يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن العام، قررت وزارة الداخلية إنهاء حالة الفوضى في القرية.
الخطة الأمنية.. 600 ضابط ومجند في المواجهة
بتعليمات مباشرة من وزير الداخلية، اللواء محمود توفيق، تحركت حملة أمنية مكبرة إلى قرية العفادرة، بقيادة:
- اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط.
- اللواء عصام غانم، وكيل مباحث الوزارة.
- اللواء محمد عزت، مدير المباحث الجنائية.
- قوات من الأمن المركزي، والأمن العام، ووحدات مكافحة الشغب، بإجمالي 600 ضابط وجندي.
وتم فرض حصار شامل على القرية، وإغلاق جميع المداخل والمخارج لمنع محاولات الهروب.
المواجهة المسلحة.. 72 ساعة من تبادل النيران
استمرت الاشتباكات المسلحة لمدة ثلاثة أيام متواصلة، حيث تحصن محسوب وأعوانه خلف أسوار خرسانية داخل منازلهم، وقاموا بإطلاق النار بشكل مكثف تجاه قوات الأمن وخلال المواجهة، قُتل نجل محسوب وشقيقه وأحد مساعديه، فيما أصيب عنصر آخر من العصابة وعلى الجانب الأمني، أُصيب أحد الضباط بطلق ناري في قدمه خلال الاشتباكات.
نهاية محسوب.. سقوط أسطورة الإرهاب في أسيوط
في اليوم الثالث من الحصار، نجحت قوات الأمن في اقتحام معقل محسوب، بعد هدم الأسوار الخرسانية التي تحصن خلفها، وتمكنت من القضاء عليه وإنهاء نفوذه تمامًا.
وأكد مصدر أمني أن العملية ضمنت خروج النساء والأطفال بشكل آمن، مع تصفية كافة العناصر الإجرامية المتورطة.