في خطوة تصعيدية ضمن أجندته “أمريكا أولًا”، منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضوء الأخضر لبدء تطبيق رسوم جمركية جديدة على الواردات القادمة من كندا والمكسيك، مع مضاعفة الرسوم على السلع الصينية إلى 20% وأثار هذا القرار ردود فعل غاضبة من الدول المتضررة، حيث أعلنت كل من كندا والصين إجراءات مضادة، مما أشعل فتيل حرب تجارية واسعة قد تؤثر على التدفقات التجارية العالمية المقدرة بنحو 2.2 تريليون دولار سنويًا. ويأتي هذا التصعيد في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من تحديات كبرى، مما يزيد المخاوف من تأثير هذه الإجراءات على الأسواق المالية والتجارة الدولية.
رد كندا والصين على قرار ترامب
لم تتأخر كندا في الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو أن بلاده ستفرض تعريفات بنسبة 25% على سلع أمريكية بقيمة 30 مليار دولار كندي كمرحلة أولى، مع إمكانية تصعيد الإجراءات لاحقًا لتشمل منتجات أمريكية بقيمة 125 مليار دولار كندي.
أما الصين، فقد ردت بفرض رسوم إضافية تتراوح بين 10% و15% على الواردات الأمريكية بدءًا من العاشر من مارس كما أعلنت أنها ستفرض قيودًا على 25 شركة أمريكية في مجالات التصدير والاستثمار، مبررة ذلك بدواعٍ أمنية.
التأثيرات الاقتصادية للحرب التجارية
وفقًا للخبراء فإن هذه الحرب التجارية سيكون لها تأثير واسع النطاق، خاصة مع استهدافها لاقتصادات كبرى مثل الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي وأشاروا الخبراء إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، كما أنها قد تؤثر على أسواق العملات، حيث انخفض البيزو المكسيكي والدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي، بينما ارتفعت أسعار الذهب بسبب تزايد الطلب على الأصول الآمنة.
هل يدفع الأمريكيون الثمن؟
يرى محللون أن فرض هذه الرسوم الجمركية قد يرتد سلبًا على الاقتصاد الأمريكي نفسه، حيث ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة، مما يزيد من معدلات التضخم ويؤثر على القوة الشرائية للمستهلكين. كما أشارت الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الكندية، كانديس لينج، إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى ركود اقتصادي وفقدان وظائف، مما يجعلها “ضريبة جديدة على الشعب الأمريكي”.