مع اقتراب شهر مارس من كل عام، يبدأ عشاق الطبيعة والأجواء المعتدلة في ترقب بداية فصل الربيع، الذي يتميز بجمال طقسه وتفتح الأزهار وتغيرات المناخ التي تبعث الأمل في النفوس.

ووفقًا للحسابات الفلكية الصادرة عن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن فصل الربيع لعام 2025 سيبدأ رسميًا يوم الخميس الموافق 20 مارس، وذلك في تمام الساعة 09:03 صباحًا بتوقيت القاهرة.
ويعد هذا التاريخ علامة فارقة في التقويم الفلكي، حيث يتزامن مع حدوث ظاهرة الاعتدال الربيعي، وهي ظاهرة فلكية مميزة تحدث مرتين سنويًا، وتؤدي إلى تساوي عدد ساعات الليل والنهار في جميع أنحاء العالم، ففي هذا اليوم، تتعامد أشعة الشمس بشكل مباشر على خط الاستواء، فيصبح طول النهار مساويًا تمامًا لطول الليل، بحوالي 12 ساعة لكل منهما.
فصل الربيع.. توازن فلكي فريد
الاعتدال الربيعي ليس مجرد حدث فلكي عابر، بل هو نقطة تحول في حركة الشمس الظاهرية عبر السماء. ففي هذا اليوم، تنتقل الشمس من النصف الجنوبي للكرة الأرضية إلى النصف الشمالي، لتبدأ رحلتها نحو مدار السرطان تدريجيًا، ويتميز هذا اليوم أيضًا بحدث استثنائي، وهو أن الشمس تشرق تمامًا من نقطة الشرق الأصلية وتغرب تمامًا في نقطة الغرب الأصلية، وهو أمر لا يتكرر إلا في الاعتدالات الربيعية والخريفية.
ويمثل الاعتدال الربيعي في نصف الكرة الشمالي بداية فصل الربيع، بينما يكون في الوقت ذاته إيذانًا ببدء فصل الخريف في النصف الجنوبي من الأرض، حيث تختلف المواسم تبعًا لموقع كل نصف كرة بالنسبة للشمس.
أسباب علمية وراء تعاقب الفصول
التغير المستمر في الفصول يرجع إلى ظاهرة علمية محورية، وهي ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة عن المستوى العمودي، وهذا الميل هو المسؤول الأول عن اختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس على سطح الأرض على مدار العام، مما يؤدي إلى تغير درجات الحرارة، وكذلك اختلاف طول الليل والنهار بين فصل وآخر.
فعندما تكون أشعة الشمس عمودية أو شبه عمودية على جزء من الأرض، ترتفع درجات الحرارة ويطول النهار، وهو ما يحدث في فصل الصيف، بينما عندما تكون أشعة الشمس مائلة، تنخفض درجات الحرارة ويطول الليل، وهو ما يحدث في الشتاء. أما في فصلي الربيع والخريف، فتكون الزاوية متوسطة، ويحدث التوازن بين الليل والنهار، وتكون الأجواء معتدلة.
ملامح التغيرات المناخية في بداية الربيع
مع بداية فصل الربيع، تبدأ الطبيعة في استعادة حيويتها بعد شهور الشتاء الباردة. فدرجات الحرارة تبدأ في الارتفاع التدريجي، مع احتفاظ الطقس بنسائم معتدلة لطيفة في أغلب الأوقات، وكما يزداد طول النهار مقارنة بفترة الليل، مما يمنح فرصة أطول للاستمتاع بالأنشطة الخارجية.
وتساهم هذه الأجواء المعتدلة في تنشيط الحياة البيئية والزراعية، حيث تبدأ الأشجار في الإزهار وتكتسي الأراضي بالخضرة المبهجة، وتنتعش الأنشطة الزراعية مع زيادة وفرة أشعة الشمس واعتدال الطقس، مما يشكل موسمًا مناسبًا لزراعة العديد من المحاصيل والنباتات.
وبالإضافة إلى ذلك، يُعد فصل الربيع موسمًا مثاليًا للأنشطة السياحية والرحلات في الهواء الطلق، حيث تصبح الأجواء مناسبة للاستمتاع بالطبيعة وزيارة الحدائق والمتنزهات، مما يجعله فصلًا مفضلًا لدى الكثيرين.
وفي المجمل، فإن الاعتدال الربيعي لعام 2025 يحمل معه بشائر الاعتدال المناخي، وتفتح الأزهار، وبداية فصل يتميز بجماله الطبيعي وأجوائه المريحة، ليكون فرصة مثالية للاستمتاع بجمال الأرض وتنوعها مع بداية فصل الحياة والتجدد.