يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة لتعزيز القيم الروحانية والصحية، لكن بالنسبة للأطفال المصابين بمرض السكري، يشكل الصيام تحديًا كبيرًا يتطلب رقابة صارمة واتباع إرشادات طبية دقيقة. لا يمكن تعميم الصيام على جميع الأطفال مرضى السكري، حيث يعتمد الأمر على مدى استقرار نسبة السكر في الدم، والقدرة على تحمل ساعات الصيام دون مضاعفات.
من الضروري أن يخضع الطفل للكشف الطبي الدوري قبل الصيام، للتأكد من عدم وجود مخاطر تؤثر على صحته. كما يجب على الوالدين مراقبة الطفل باستمرار، والالتزام بمجموعة من الإرشادات الطبية والتدابير الاحترازية لضمان سلامته أثناء الصيام.
شروط صيام الأطفال مرضى السكري
لا يُسمح لجميع الأطفال المصابين بالسكري بالصيام، إذ يجب أن تتوفر بعض الشروط، مثل:
- أن يكون مستوى السكر التراكمي منضبطًا خلال الأشهر الثلاثة السابقة لرمضان.
- مراجعة الطبيب المختص قبل بدء الصيام لتقييم الحالة الصحية للطفل.
- التأكد من أن الطفل قادر على تحمل الصيام دون الشعور بالإرهاق الشديد أو الهبوط الحاد.
- ضرورة قياس نسبة السكر في الدم باستمرار خلال فترة الصيام.
- الامتناع عن الصيام فورًا عند حدوث أي انخفاض أو ارتفاع حاد في السكر.
مراقبة الطفل أثناء الصيام
يحتاج الطفل الصائم إلى متابعة دقيقة من الأسرة طوال اليوم، للتأكد من استقرار حالته الصحية. يمكن للأهل مراقبة العلامات التالية:
- انخفاض النشاط العام للطفل، والشعور بالإرهاق الشديد.
- التعرق المفاجئ وزيادة معدل ضربات القلب.
- شحوب لون الوجه أو الشعور بالدوخة.
- كثرة التبول أثناء الصيام، مما قد يشير إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- النوم لفترات طويلة غير معتادة، وهو مؤشر على عدم استقرار نسبة السكر.
إجراءات احترازية لصيام آمن
لضمان صيام آمن للأطفال المصابين بالسكري، يجب اتباع بعض الإجراءات الضرورية، ومنها:
- التأكد من تناول وجبة سحور متوازنة تحتوي على الألياف والبروتينات لتقليل تقلبات السكر.
- شرب كميات كافية من الماء قبل بدء الصيام لمنع الجفاف.
- تجنب الأنشطة البدنية المرهقة أثناء الصيام للحفاظ على استقرار مستوى السكر.
- استخدام مجس قياس السكر تحت الجلد لمتابعة معدلات الجلوكوز بشكل مستمر.
- التأكد من وجود مصدر طاقة سريع مثل التمر أو العصائر الطبيعية عند الحاجة لكسر الصيام في حالة انخفاض السكر.
متى يجب كسر الصيام فورًا؟
يجب على الطفل التوقف عن الصيام فورًا في الحالات التالية:
- إذا انخفض مستوى السكر إلى مستويات خطيرة، مما يعرضه لخطر فقدان الوعي.
- عند الشعور بالتعرق الشديد أو الدوخة أو الخمول الزائد.
- إذا زادت عدد مرات التبول أثناء الصيام، مما يدل على ارتفاع السكر في الدم.
- عند حدوث ارتباك ذهني أو عدم القدرة على التركيز.