تراجعت أسعار النفط الخام في ختام تعاملات أمس الثلاثاء، حيث سجلت انخفاضًا بمقدار 1.12 دولار، أي بنسبة 1.9%، ليصل سعر البرميل إلى 59.58 دولارًا لخام برنت تسليم مايو المقبل. جاء هذا التراجع بعد ارتفاع طفيف في بداية اليوم بنسبة 1.7%، حيث وصل سعر البرميل إلى 61.75 دولارًا.
أسعار النفط تنخفض لأدنى مستوى منذ أبريل 2021
استمر تراجع أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي، مسجلةً أقل مستوياتها منذ أبريل 2021. يُظهر هذا التراجع استجابة للأسواق للعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تؤثر في العرض والطلب على النفط عالميًا.
يأتي هذا الهبوط بعدما سجل المؤشران انخفاضًا حادًا بنسبة 14% و15% على التوالي خلال جلسة الإثنين، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض “رسوم جمركية متبادلة” على جميع واردات الولايات المتحدة.
وأكد البيت الأبيض أن واشنطن ستبدأ تطبيق رسوم جمركية بنسبة 104% على المنتجات الصينية اعتبارًا من اليوم، وذلك بعد رفض بكين إلغاء الرسوم الانتقامية على السلع الأمريكية قبل الموعد النهائي المحدد من قبل ترامب ظهر الثلاثاء.
وردًا على تلك الإجراءات، توعدت الصين بعدم الرضوخ لما وصفته بـ”الابتزاز الأمريكي”، مشيرة إلى أنها سترد بقوة إذا تم فرض رسوم إضافية بنسبة 50% على وارداتها إلى أمريكا.
وقالت وزارة التجارة الصينية إن “الصين ستقاتل حتى النهاية”، ما أثار مزيدًا من المخاوف بشأن ركود اقتصادي عالمي محتمل وانخفاض الطلب على الطاقة.
وقال مدير استراتيجية السوق في شركة الخدمات المالية StoneX، أليكس هودز، إن السيناريو الحالي يعزز احتمالات حدوث ركود اقتصادي عالمي مع ظهور مخاوف بشأن تراجع الطلب على الطاقة.
وفي سياق متصل، أشار الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير، خلال جلسة أمام مجلس الشيوخ، إلى أن الصين لم تبد أي نية للتفاوض بشأن مبدأ المعاملة التجارية بالمثل.
توقعات سعر النفط
وتوقعت مؤسسة “جولدمان ساكس” أن تصل أسعار خام برنت وخام غرب تكساس إلى 62 و58 دولارًا للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر 2025، و55 و51 دولارًا على التوالي بعد عام، طبقًا لعدة سيناريوهات محتملة.
في الوقت ذاته، ذكرت ناتاشا كانيفا، رئيسة استراتيجية السلع العالمية لدى “جيه بي مورغان”، أن الإدارة الأمريكية تسعى بشكل واضح إلى خفض أسعار النفط إلى 50 دولارًا أو أقل، وتعتبر هذا الهدف أولوية قصوى، حتى لو تطلب الأمر تحمّل فترة اضطراب في القطاع مماثلة لما حدث خلال حرب الأسعار في 2014 بين أوبك وشركات النفط الصخري.