أعلن القائمون على تطوير أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم تعطل إحدى شفرات التوربينات من صُنع شركة جي إي فيرنوفا (GE Vernova) إحدى شركات جنرال الكتريك الأميركية.
وذلك هو ثاني حادث تشهده المزرعة الضخمة “دوغر بانك” (Dogger Bank) الواقعة قبالة سواحل بحر الشمال البريطاني خلال أقل من 4 أشهر؛ عندما تعطلت إحدى الشفرات في 9 مايو/أيار (2024)، في حين بُرر لاحقًا بخطأ خلال التركيب.
كما تسبّبت “جي إي فيرنوفا” في حادث مثير للجدل بالولايات المتحدة يوم 13 يوليو/تموز (2024) عندما انهارت شفرة توربين في أول مزرعة رياح بحرية تجارية قبالة سواحل ماساتشوستس، بحسب التقارير التي ترصدها منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) يوميًا.
وانهار سهم شركة جي إي فيرنوفا بنسبة 1.46% إلى 183.29 دولارًا، اليوم السبت 24 أغسطس/آب 2024، كما سجّل بالأمس انهيارًا بنسبة 7%.
ويطور المزرعة التي تبعد مسافة تتراوح بين 131 و196 كيلومترًا قبالة سواحل بريطانيا، شركة “إس إس إي رينيوابلز” الإسكتلندية (SSE Renewables) بحصة 40% من الأسهم، وإكوينور النرويجية 40%، وفارغرون النرويجية (Vårgrønn) %20.
وقع حادث أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم بسبب تعطل إحدى شفرات التوربينات المركبة بالفعل داخل المرحلة الأولى من مشروع دوغر بانك صباح الخميس 22 أغسطس/آب 2024.
وتتألف المزرعة من 3 مراحل هي: “إيه” و”بي” و”سي”، بقدرة إنتاج 1.2 غيغاواط لكل منها، وثمة خطة لإضافة المرحلة “دي”، وحال اكتمال بنائها سترفع إجمالي قدرات الإنتاج إلى أكثر من 5.5 غيغاواط.
ولم يُسفر الحادث عن سقوط قتلى أو جرحى، لكن فُرضت قيود على الحركة بالمنطقة المحيطة وأُخطرت السلطات المعنية ضمن سلسلة من الإجراءات الاحترازية، بحسب البيان الصحفي المنشور عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للمزرعة.
وثمة اتصالات جارية مع شركة “جي إي فيرنوفا” المصنّعة للشفرات، والتي -بدورها- فتحت تحقيقًا لمعرفة أسباب وقوع الحادث.
وبدأت المرحلة الأولى إنتاج الكهرباء بالفعل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، رغم أنها ما زالت قيد الإنشاء، وفي يوليو/تموز 2024 رُكِّبَت 27 من أصل 95 توربين رياح “كليًا أو جزئيًا”.
وكشفت شركة “إس إس إي” النقاب في فبراير/شباط (2024) عن عقبات ربما تتسبب في تأجيل موعد دخول المرحلة الأولى إلى حيز التشغيل الكامل في العام المقبل (2025) كما هو مُعلن سابقًا بسبب الطقس وشح سفن التركيب والتأخيرات الناجمة عن سلاسل التوريد.
وكان من المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى بين نهاية عام 2023 وبداية 2024، والمرحلة الثانية في 2025، وأعمال التطوير بالكامل في عام 2026.
لم تُفصح شركة جي فيرنوفا أو المطورون لأكبر مزرعة رياح بحرية في العالم عن بيانات تفصيلية بشأن سبب وقوع الحادث.
وتثير الأعطال والانهيارات المتتالية لشفرات توربينات الشركة الشكوك بشأن جودة الإنتاج وحجم التأثير في أعمالها المستقبلية.
وتستعمل مزرعة دوغر بانك توربينات الرياح هاليدال إكس بقدرة 13 ميغاواط (Halidale-X)، وهو التوربين نفسه المستعمل في مزرعة فينيارد الأميركية (Vineyard) وهي أول مزرعة رياح بحرية تجارية في أميركا.
وشهد شهر يوليو/تموز (2024)، انهيار توربين رياح بالمزرعة الواقعة قبالة سواحل ولاية ماساتشوستس الأميركية؛ ما أدى إلى إغلاق مؤقت للشواطئ ووقف تركيب التوربينات وكذا وقف إنتاج الكهرباء لحين معرفة ومعالجة الأسباب وراء الحادث.
وبعدما تناثرت بقايا الشفرة المحطمة قبالة سواحل جزيرة نانتوكيت في ماساتشوستس، يدرس المواطنون هناك إعادة التفاوض حول اتفاقية حسن الجوار مع مطوري مزرعة فينيارد وهم أفانغريد الأميركية (Avangrid) ومجموعة “كوبنهاغن إنفراستركتشر بارتنرز” الدنماركية (Copenhagen Infrastructure Partners).
ويتوقّع محللو مصرف “آر بي سي كابيتال ماركتس” (RBC Capital Markets) أن يؤدي توقف المزرعة الأميركية إلى تأثير مالي كبير في شركة “جي إي فيرنوفا”.
بدوره، يقول محلل شؤون الطاقة النظيفة في شركة “ريموند غيمس” (Raymond James) غراهام برايس، إن حجم التأثير يعتمد على ما إذا كانت حادثة المزرعة البريطانية ناتجة عن مشكلة في أثناء التركيب أو في إنتاج الشفرة نفسها، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن وكالة بلومبرج