مازالت تعاني أسواق الأسهم الأمريكية والنفط من زلزال رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما عمقت مؤشرات الأسهم الأمريكية خسائرها خلال تعاملات الخميس، بعد أكبر موجة شراء منذ سنوات، وسط تراجع الشهية للمخاطر مع عودة تركيز المتعاملين على المخاوف الاقتصادية المرتبطة برسوم ترمب الجمركية، والاستعداد لفترة أطول من الحرب التجارية.
تراجع الأسهم الأمريكية
تتراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية اليوم الخميس، رغم البيانات الإيجابية التي تشير إلى تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، وسط تنامي المخاوف من أن السياسات التجارية الشديدة التي يتخذها ترمب قد تؤدي إلى ارتفاع أكثر استدامة في التضخم، في وقت أشار فيه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى تفضيلهم اتباع سياسة الانتظار ومراقبة تأثير السياسات الحكومية المتغيرة على الاقتصاد قبل النظر في تعديل أسعار الفائدة.
انخفض مؤشر داو جونز بأكثر من 1500 نقطة، أي بنسبة 3.7%، خلال تعاملات الخميس بعد ارتفاعه بنحو 3000 نقطة أمس الأربعاء. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.5%، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 5.2%. ويخرج مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من أفضل يوم له منذ عام 2008، وحقق ناسداك يوم الأربعاء ثاني أفضل مكاسب يومية له في التاريخ؛ وفق تقرير CNN.
تخلى مؤشر “إس آند بي 500” عن أكثر من ثلث المكاسب التي سجلها أمس، ليتراجع بنسبة 4.6%، كما هبط مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 5.3%، وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 3.8% وسط مخاوف من أن الرسوم الجمركية ستلحق أضراراً بالاقتصاد.
وسجلت الأسهم خسائر فادحة بعد أن أوضح البيت الأبيض أن رسومه الجمركية على جميع السلع الصينية بلغت 145% على الأقل – وهي نسبة أعلى مما كان يُعتقد سابقًا.
وكما استجابت العقود الآجلة للأسهم يوم الخميس، بشكل إيجابي إلى حد ما لإعلان الاتحاد الأوروبي أنه سيوقف مؤقتًا رسومه الجمركية الانتقامية على الولايات المتحدة على أمل التوصل إلى اتفاقية تجارية تفاوضية بعد تراجع ترامب.
وطأة الرسوم التجارية لترامب
وصرح ترامب ووزير الخزانة سكوت بيسنت بأن أكثر من 70 دولة تصطف للتفاوض على صفقات تجارية مع الولايات المتحدة للخروج من تحت وطأة الرسوم الجمركية، وأن إدارة ترامب تريد توفير الوقت لإبرام الصفقات؛ بحسب التقرير.
ولكن حتى بعد تراجع ترامب، لا يزال الواقع قاسيًا: قال الاقتصاديون إن الضرر الاقتصادي قد وقع، ويقول الكثيرون إن هناك خطرًا كبيرًا لحدوث ركود أمريكي وعالمي. لا تزال أسواق الأسهم منخفضةً بشكل كبير عن مستوياتها قبل أن يكشف ترامب عن رسومه الجمركية في “يوم التحرير” الأسبوع الماضي،
وقال إن هذه الخسائر الكبيرة في سوق الأسهم، والرسوم الجمركية الحالية، والشكوك الكبيرة بشأن السياسة التجارية الأمريكية، كافية لإغراق الاقتصاد.
واستكمل التقرير، أنه لا تزال رسوم ترامب الجمركية الشاملة البالغة 10%، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم السبت، ساريةً، وكذلك رسوم 25% على واردات السيارات، و25% على الصلب والألمنيوم، و25% على بعض السلع من كندا والمكسيك. كما تعهد ترامب بالمضي قدمًا في فرض رسوم جمركية إضافية على الأدوية والأخشاب وأشباه الموصلات والنحاس.
فرص الركود في الولايات المتحدة
وصرح بنك جولدمان ساكس أمس الأربعاء، بعد انفراجة ترامب الجزئية، أن فرص الركود في الولايات المتحدة لا تزال غير مؤكدة.
وقال بنك جي بي مورغان مساء الأربعاء، إن البنك لن يُغير توقعاته للركود، ولا يزال يرى احتمالًا بنسبة 60% لحدوث ركود أمريكي وعالمي حتى بعد قرار ترامب “الإيجابي” بإلغاء رسومه الجمركية “القاسية” على دول محددة.
سعر النفط الأمريكي يتراجع مجدداً دون 60 دولاراً
تراجع أسعار النفط
وعلى صعيد متصل، تراجعت أسعار النفط اليوم الخميس مع تقييم المستثمرين للتحولات المفاجئة في سياسة الرسوم الجمركية الأميركية، بعد موجة صعود قصيرة أشعلها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وبعد أن سجلت أمس أكبر مكاسبها اليومية منذ أكتوبر، هبطت أسعار عقود النفط الخام الأميركي 4.1% إلى 59.78 دولار للبرميل، مقتربة من أدنى مستوى لها في أربع سنوات، فيما انخفض سعر خام “برنت” بنسبة 3.7% إلى 63.05 دولار للبرميل، وسط تركيز التجار على مخاطر تضرر الطلب على الطاقة جراء الرسوم الجمركية.
وتزامن تراجع أسعار النفط مع هبوط الأسهم الأميركية وسط مخاوف المتعاملين من تباطؤ اقتصادي ناجم عن الرسوم الجمركية، مما زاد من الضغط على أسعار النفط.
يدرس التجار التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأميركية على حجم الطلب في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام، وسط مخاوف من أن تؤثر الرسوم الأميركية المرتفعة على استهلاك البلاد من الوقود والبتروكيماويات.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرر أمس رفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125% بأثر فوري، بعدما ردت الصين بفرض تعريفة تصل إلى 84% على السلع الأميركية، مع تعليق الرسوم الجمركية الانتقامية على عشرات الدول لمدة 90 يوماً.