أعلن الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، عن إطلاق مدينتين نسيجيتين متكاملتين في كل من منطقة وادي السريرية بالمنيا والمنطقة الصناعية بشمال الفيوم، وذلك في إطار استراتيجية الحكومة لتعزيز الصناعة المصرية.
ويأتي ذلك خلال مؤتمر صحفي موسع عقده الوزير اليوم، حيث كشف عن تفاصيل المشروع الذي سيجذب استثمارات ضخمة ويخلق فرص عمل كبيرة في صعيد مصر.
تفاصيل المشروع وأهدافه
تقام المدينتان النسيجيتان على مساحة إجمالية تصل إلى 11 مليون متر مربع، حيث من المقرر أن يتم تخصيص 5.5 مليون متر مربع لكل منهما، وتستهدف الحكومة من خلال هذا المشروع تحفيز قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة، الذي يعد من أبرز القطاعات الاقتصادية في مصر.
وتعد المدينتان خطوة هامة نحو تطوير صناعة النسيج في صعيد مصر، حيث ستسهم في تحقيق نقلة نوعية في الصناعة، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لمئات الآلاف من المواطنين.
المدينة الأولى في المنيا: وادي السريرية
أوضح الوزير أن المدينة النسيجية الأولى سيتم إقامتها في وادي السريرية بمحافظة المنيا، وهي تعد أول مدينة نسيجية في صعيد مصر. ستقام المدينة على مساحة إجمالية تبلغ 5.5 مليون متر مربع، وتستهدف جذب استثمارات تصل إلى 12 مليار جنيه. من المتوقع أن توفر المدينة نحو 250 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما سيؤثر بشكل إيجابي على دخل نحو مليون مواطن من سكان المحافظة.
وتمتاز محافظة المنيا بموقعها الاستراتيجي بالقرب من الطرق الرئيسية مثل طريق الصعيد الصحراوي وطريق رأس غارب، وكذلك قربها من موانئ البحر الأحمر مثل العين السخنة وسفاجا والدخيلة، مما يجعلها وجهة مثالية لإقامة هذه المدينة الصناعية.
المدينة الثانية في الفيوم: شمال الفيوم
أما المدينة النسيجية الثانية، فتقام في شمال الفيوم على مساحة مماثلة تبلغ 5.5 مليون متر مربع. من المتوقع أن تجذب المدينة استثمارات تتخطى 15 مليار جنيه، وستوفر حوالي 150 ألف فرصة عمل.
ويعد موقع المدينة بالقرب من العاصمة القاهرة ومجموعة من المحاور الرئيسية مثل طريق الجيزة-الفيوم والطريق الدائري الإقليمي، بالإضافة إلى قربها من الميناء الجاف في أكتوبر الجديدة، من العوامل التي تعزز من جاذبيتها للمستثمرين المحليين والدوليين.
وتستهدف المدينة دعم الصناعات النسيجية وتعميق التصنيع المحلي في مصر، بما يتماشى مع رؤية الحكومة لتنمية صعيد مصر.
مزايا مواقع المدينتين الصناعية
أشار الوزير إلى أن المواقع المختارة لإقامة المدينتين النسيجيتين تم اختيارها بعناية لضمان نجاح المشروعات المقامة عليها. وتتمثل المزايا الرئيسية لهذه المواقع في توافر المرافق الأساسية مثل الكهرباء والمياه والطرق، بالإضافة إلى قربها من الموانئ وطرق النقل الرئيسية مثل السكك الحديدية، مما يسهل عمليات النقل والتصدير.
كما أن وجود المدينتين في صعيد مصر سيسهم في توفير فرص العمل للشباب في تلك المناطق، ويعزز من التنمية الاقتصادية في المحافظات.
نظام المطور الصناعي والتعاون مع القطاع الخاص
من المقرر أن يتم تنفيذ المشروع بنظام المطور الصناعي، حيث ستتعاون الحكومة مع القطاع الخاص في تنمية وتخطيط المدينتين، إلى جانب أعمال الترفيق الداخلي وإدارة المدينة وتشغيلها.
كما سيتم توفير كافة التيسيرات الإجرائية اللازمة لبدء إقامة المدينتين بما يضمن سرعة تشغيلهما ودفع عجلة الإنتاج. وسيتم تسويق المدينتين داخليًا وخارجيًا من خلال الشركات المطورة لضمان جذب أكبر عدد من الاستثمارات.
أهداف المشروع الاستراتيجية
أكد الوزير أن المشروع يهدف إلى تعزيز قطاع الغزل والنسيج في مصر، والذي يمثل أحد القطاعات الواعدة في الاقتصاد المصري. وتهدف الحكومة إلى زيادة صادرات هذا القطاع من 2.8 مليار دولار إلى 11.5 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويركز المشروع على توفير بيئة صناعية متكاملة تتمتع بأحدث التقنيات في مراحل التصنيع المختلفة، بما في ذلك الغزل والنسيج والصباغة والملابس الجاهزة والمفروشات.
وأشار الوزير إلى أن المشروع يتضمن أيضًا إقامة مناطق خدمية ولوجيستية، فضلاً عن مدارس صناعية متخصصة في صناعة الغزل والنسيج وتقنياتها. كما سيتم إنشاء مراكز خدمات للمستثمرين، ومعارض تسويقية ومراكز بحثية لدعم التطوير المستدام للقطاع.
دعم الحكومة للصناعات الوطنية
من جانبه، أثنى المهندس أحمد السويدي، رئيس مجموعة السويدي إليكتريك، على جهود الحكومة لتحسين بيئة الأعمال ودعم القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن الدولة تسعى إلى زيادة مشاركتها في الناتج المحلي وزيادة الاستثمارات في القطاع الصناعي.
كما أشاد فاضل مرزوق، رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة، بالاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة لقطاع النسيج، مؤكدًا أن المشروع يمثل خطوة هامة لاستعادة مكانة مصر في هذا القطاع الذي يتمتع بتاريخ طويل ومتميز.