استقرت أسعار النفط، إذ استوعب المستثمرون أحدث العناوين الرئيسية بشأن الرسوم الجمركية المتذبذبة التي فرضها الرئيس الأمربكي دونالد ترامب، وحاولوا معرفة مدى تأثير الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على النفط.
السياسات التجارية المتذبذبة
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 21 سنتاً، أو 0.3 في المئة، لتستقر عند 64.67 دولار للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتاً، أو 0.3 في المئة، لتستقر عند 61.33 دولار للبرميل.
وأثارت السياسات التجارية الأمريكية المتذبذبة حالة من عدم اليقين في أسواق النفط العالمية، ودفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى خفض توقعاتها للطلب، يوم الاثنين.
وتابعت وكالة الطاقة الدولية، يوم الثلاثاء، بتوقعاتها بأن الطلب العالمي على النفط في عام 2025 سينمو بأبطأ معدل له منذ خمس سنوات، وذلك بسبب المخاوف بشأن النمو الاقتصادي من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
وتسببت المخاوف بشأن رسوم ترامب الجمركية، إلى جانب زيادة الإمدادات من قبل أوبك+، وهي مجموعة تضم أوبك وحلفاءها المنتجين مثل روسيا، في انخفاض أسعار النفط بنحو 13 في المئة حتى الآن هذا الشهر.
دعم أسعار النفط
واكتسبت أسعار النفط بعض الدعم بعد أن أعلن ترامب، يوم الاثنين، أنه يدرس تعديل الرسوم الجمركية البالغة 25 في المئة المفروضة على واردات السيارات الأجنبية من المكسيك ودول أخرى.
وقال محللون في شركة جيلبر وشركاه للاستشارات في مجال الطاقة في مذكرة إن الإدارة الأميركية أعلنت عن تغييرات متضاربة في سياسة الرسوم الجمركية، بدءاً من إعفاء الإلكترونيات، ثم الكشف عن أن هذا الإعفاء سيكون مؤقتاً، والإعلان أيضاً عن تعديل الرسوم الجمركية البالغة 25 في المئة المفروضة على السيارات وقطع غيارها.
وأعلنت شركة توتال إنرجيز أنها عززت إنتاجها واستفادت من تحسن مبيعات الغاز في الربع الأول من عام 2025، ومع ذلك لا يزال فرع التكرير التابع لها يتعافى من انخفاض ربحية القطاع على مستوى العالم.
وانخفضت أسعار الواردات الأمريكية بشكل غير متوقع في مارس، مدفوعةً بانخفاض تكاليف منتجات الطاقة، في أحدث مؤشر على انحسار التضخم قبل دخول رسوم ترامب الشاملة حيز التنفيذ.
يستخدم الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى أسعار فائدة أعلى لمكافحة ارتفاع التضخم الذي يرفع تكاليف المستهلكين ويمكن أن يُقلل النمو الاقتصادي والطلب على الطاقة.
وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يصل إنتاج النفط الأمريكي إلى ذروته عند 14 مليون برميل يومياً في عام 2027، وأن يحافظ على هذا المستوى حتى نهاية العقد، قبل أن ينخفض بسرعة.
توقعات الإنتاج الأمريكي
ورغم السياسات المؤيدة للتنقيب التي يتبناها ترامب، توقعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن يبلغ إنتاج الولايات المتحدة من النفط ذروته عند 14 مليون برميل يوميًا بحلول 2027، ويظل عند هذا المستوى حتى نهاية العقد، قبل أن يبدأ في الانخفاض بشكل سريع.
ومن المتوقع أن تُصدر إدارة معلومات الطاقة تقريرها الأسبوعي حول المخزونات غدًا، فيما توقعت تحليلات أولية أن تكون شركات الطاقة الأمريكية قد سحبت نحو مليون برميل من المخزونات خلال الأسبوع المنتهي في 11 أبريل، مقارنة بزيادة قدرها 2.7 مليون برميل في الأسبوع نفسه من العام الماضي.
ضغوط إضافية
وفي الصين، قفزت الصادرات خلال مارس بشكل ملحوظ، مدفوعة بمساعي المصانع لتسريع الشحنات قبل دخول الرسوم الأمريكية حيز التنفيذ. لكن التصعيد التجاري مع واشنطن يلقي بظلاله على توقعات النمو الصناعي والاقتصادي.
وفي أوروبا، أعلن البنك المركزي الأوروبي أن بعض البنوك شددت قيود الائتمان خلال الربع الماضي، مع توقعات باستمرار التشديد في ظل تنامي المخاوف بشأن الآفاق الاقتصادية، المرتبطة أيضًا برسوم ترامب الجمركية.
أما في ألمانيا، فقد تراجع مؤشر ثقة المستثمرين في أبريل بأكبر وتيرة له منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، في إشارة إلى حجم القلق الذي تُثيره التوترات التجارية الأمريكية على أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية.