رغم ما يعتقده البعض من أن “شم النسيم” عيد يخص الإخوة المسيحيين فقط، إلا أن الحقائق التاريخية والدينية تشير إلى عكس ذلك تمامًا. فهذا اليوم، الذي يرتبط في أذهان المصريين بالخروج إلى الطبيعة وتناول أطعمة مميزة مثل الفسيخ والبصل والبيض الملون، يمتد بجذوره إلى عصور الفراعنة، وتقبله الإسلام كعادة اجتماعية خالية من أي طقوس دينية تنافي الشريعة.
بل إن الأدهى والأعجب، أن صحابيًا جليلًا مثل عمرو بن العاص -رضي الله عنه- كان يخطب المسلمين في هذا اليوم ويحضّهم على الخروج للربيع والتمتع بجمال الطبيعة. ومن هنا تثار التساؤلات: ما حقيقة خطبة شم النسيم؟ وما مدى مشروعية الاحتفال به؟ وما هي الأعمال المستحبة في هذا اليوم؟ هذا ما نكشفه في هذا التقرير.
خطبة شم النسيم في عهد الصحابي عمرو بن العاص
تؤكد دار الإفتاء المصرية أن الصحابي عمرو بن العاص -رضي الله عنه- كان يخطب في المصريين كل عام عند دخول فصل الربيع، حاثًا إياهم على الخروج للتمتع بجمال الطبيعة. هذا ما ورد في عدد من المراجع الموثوقة مثل “فتوح مصر والمغرب” لابن عبد الحكم و”فضائل مصر وأخبارها” لابن زولاق.
ويُبرز هذا التوثيق أن الاحتفال بشم النسيم لم يكن مرفوضًا في الإسلام، بل كان يُمارس في أجواء اجتماعية تبث البهجة وتدعو إلى صلة الأرحام.
حكم الاحتفال بشم النسيم في الإسلام
أكدت دار الإفتاء أن شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية لا تتضمن أي مخالفة شرعية، ولا ترتبط بطقوس دينية تخالف العقيدة الإسلامية.
وقد جرى العرف أن يتم الاحتفال به عقب انتهاء صيام المسيحيين، ترسيخًا لروح الوحدة الوطنية، حيث يشارك المصريون بمختلف أديانهم في هذا اليوم احتفالًا بقدوم الربيع.
الأعمال المستحبة في شم النسيم
توضح دار الإفتاء أن هناك أربعة أعمال إذا قام بها المسلم يوم شم النسيم، نال بها الثواب من الله عز وجل، وهي:
- صلة الأرحام: من أعظم القربات.
- التمتع بالطيبات بنية صالحة: مثل تناول الأطعمة التقليدية كالبيض والفسيخ.
- التوسعة على العيال: إدخال السرور على الأبناء والأهل.
- الاستجمام للاستعانة على العمل: الخروج للنزهة بما لا يخالف الآداب العامة.
آداب يجب مراعاتها عند الاحتفال بشم النسيم
أوصت دار الإفتاء عند الخروج للمتنزهات في هذا اليوم بمراعاة:
- نظافة المكان وعدم ترك المخلفات.
- عدم التعرض للغير بالتحرش أو المضايقة.
- إعطاء الطريق حقه ومراعاة الآخرين.
موعد شم النسيم 2025 وأجواء الاحتفال به
يأتي شم النسيم هذا العام يوم الاثنين 21 أبريل 2025، ويُعد إجازة رسمية مدفوعة الأجر لجميع العاملين في الدولة.
ويحتفل المصريون به بالخروج إلى الحدائق والمنتزهات، وعلى ضفاف النيل، كما يتناولون أطعمة تقليدية مثل الفسيخ والخس والبصل والترمس، والبيض الملون الذي يعد من الرموز التاريخية لهذا اليوم.