تستعد شركة تسلا للإعلان عن أرباح الربع الأول من عام 2025 مساء اليوم، في لحظة حاسمة لشركة السيارات الكهربائية العملاقة والرئيس التنفيذي الطموح إيلون ماسك. ومع تراجع أسهم تسلا بنسبة 44٪ منذ بداية العام، تعد الشركة حالياً الأسوأ أداءً بين مجموعة “السبعة العظماء” من عمالقة التكنولوجيا.
وقد هزّ هذا الانخفاض الحاد ثقة المستثمرين، نتيجة لتسليمات السيارات المخيبة للآمال، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، والانشغال المتزايد لماسك بمشاريع مثل “سبيس إكس” و”دوج كوين” والمشاركات السياسية، ما أثّر سلباً على نظرة السوق المستقبلية للشركة.
وقال جوش غيلبرت، محلل الأسواق فيإيتورو: “بدأ المستثمرون يفقدون صبرهم تجاه شركة تسلا. الاحتجاجات في صالات عرض تسلا، وتراجع الولاء للعلامة التجارية في الأسواق الرئيسية، وردود الفعل السلبية المتزايدة من المستهلكين، كلها عوامل ساهمت في هذا الانحدار الحاد”.
من المتوقع أن تحظى نتائج أرباح الليلة باهتمام واسع، حيث تترقب وول ستريت تحقيق أرباح للسهم الواحد بقيمة 0.44 دولار، وإيرادات تصل إلى 21.43 مليار دولار.
وقد تجاوزت تسلا التوقعات في تقارير الأرباح فقط مرتين من أصل آخر ثمانية تقارير — لكن في كلتا المرتين، قفز السهم مباشرة بنسبة 12٪ و22٪ على التوالي.
ثلاثة مجالات رئيسية يراقبها المستثمرون:
1. تأثير التعريفات الجمركية على السيارات:
مع اقتراب تطبيق تعريفات جمركية أميركية جديدة بنسبة 25٪، سيكون من المهم جداً متابعة تصريحات تسلا بشأن تأثير هذه الخطوة. ورغم أن الإنتاج المحلي وفي الصين قد يخفف من بعض الآثار، إلا أن خطر فرض الصين لتعريفات انتقامية لا يزال قائماً، خاصة وأن أكثر من 20٪ من إيرادات تسلا في 2024 جاءت من السوق الصينية.
2. الروابط السياسية والعملات المشفرة لماسك:
تورّط إيلون ماسك البارز في السياسة والعملات المشفرة، بما في ذلك دعمه لـ “دوج كوين” وأدواره الاستشارية في إدارة ترامب، يمثل سيفاً ذا حدين. في حين يرى البعض أن نفوذه السياسي قد يحمي تسلا من بعض التشريعات القاسية، يخشى آخرون من أن يؤثر ذلك سلباً على صورة الشركة لدى المستهلكين الصينيين، الذين باتوا يتجهون بشكل متزايد نحو شركات محلية مثل BYD.
3. النماذج الجديدة وخارطة الابتكار:
ينتظر المستثمرون بشغف أي تحديثات بشأن النماذج الأرخص ثمناً التي وعد بها ماسك، والتي وصفها بأنها “تغيير قواعد اللعبة”. من المتوقع أن تكون الجداول الزمنية الملموسة لإطلاق هذه السيارات، بالإضافة إلى التقدم في تقنيات القيادة الذاتية الكاملة (FSD) وخدمة سيارات الأجرة الروبوتية، من العوامل الرئيسية لنمو تسلا في المستقبل.
واختتم غيلبرت قائلاً: “في النهاية، يحتاج ماسك إلى إظهار بعض السحر والارتقاء إلى مستوى التحدي. لقد فعلها سابقاً عدة مرات، لكن هذه اللحظة تبدو مصيرية لتسلا. سنعرف المزيد بعد إعلان الأرباح الليلة، ولكن هذه المحاور الثلاثة ستكون حاسمة في مسيرة العودة أو استمرار التراجع في عام 2025”.