أغلق سعر الذهب العالمي على انخفاض بنهاية تعاملات أمس الجمعة، ليتجه لتسجيل انخفاض أسبوعي مع ارتفاع الدولار وبوادر انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد تقرير يفيد بإعفاء بكين بعض السلع الأمريكية من رسومها الجمركية، مما أثر سلبًا على أسعار المعدن الأصفر، وفقا لوكالة رويترز.
سعر أوقية الذهب
وهبط سعر الذهب فى المعاملات الفورية 1.7% إلى 3,292.99 دولارًا للأوقية (الأونصة) بعدما انخفض 2% في وقت سابق من الجلسة.
سعر الذهب عالميا
وانخفض سعر الذهب فى العقود الأمريكية الآجلة 1.5% إلى 3,298.40 دولارًا للأوقية.
وتراجع المعدن النفيس 1.2% خلال الأسبوع المنقضى.
وسجل الذهب، الذي يُنظر إليه على أنه وسيلة تحوط ضد حالات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، أعلى مستوى قياسي له عند 3,500.05 دولار للأونصة، وارتفع بأكثر من 25% حتى الآن هذا العام، بفضل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والطلب القوي من البنوك المركزية.
قال فؤاد رزاق زادة، محلل السوق في سيتي إندكس وFOREX.com: “كانت مخاوف الحرب التجارية السبب الرئيسي وراء جميع عمليات شراء الذهب السابقة، ولكن قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن نشهد تقدمًا فعليًا، وبالتالي فإن هذه المخاوف لم تتبدد تمامًا بعد”.
يؤثر الانفراج الواضح في أزمة الرسوم الجمركية سلبًا على أسعار الذهب، ولكن حتى الآن لم نشهد عمليات بيع كبيرة، بينما كانت هناك بعض عمليات الشراء عند انخفاض الأسعار خلال الجلسات القليلة الماضية، مما يبقي الذهب في مساره الصاعد حتى الآن.
انخفاض الطلب على الذهب
من جهة أخرى، استطاع الدولار الأمريكي أن يسجل أول ارتفاع أسبوعي بنسبة 0.2% بعد 4 أسابيع متتالية من الخسائر، ضمن موجة طويلة من تراجع الدولار تخطت 3 أشهر، مما دفعه إلى أدنى مستوياته منذ 3 سنوات.
تعافي الدولار الأمريكي ساعد على تراجع أداء الذهب، في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، لأن ارتفاع الدولار يجعل سعر الذهب مرتفعاً على المشترين أصحاب العملات الأخرى.
ويعكس التقرير انخفاض الطلب على الذهب خلال الأسبوع الأخير، وسط التهدئة الأخيرة في أزمة الرسوم الجمركية إلى جانب تعافي الدولار. بينما يبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي متمسكًا بأسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية دون رغبة منه في خفض الفائدة، وهو القرار الذي يدعم الذهب.
في ظل هذه الظروف، يتطلع المستثمرون إلى أي إشارات جديدة قد تؤثر على السوق، خاصة مع اقتراب الاجتماعات القادمة للبنك الفيدرالي، حيث قد تؤثر قراراته على أسعار الذهب والدولار بشكل كبير. من المهم متابعة تطورات الأحداث الاقتصادية والسياسية التي قد تلعب دورًا في تشكيل الاتجاهات المستقبلية في الأسواق.
توقعات ارتفاع أسعار الذهب العالمية
قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، إن الأسواق العالمية كانت تترقب السياسات المالية والاقتصادية مع تولي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الحكم، الأمر الذي أدى إلى حالة من عدم الاستقرار في الأسواق.
وأوضح واصف، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميتين رشا مجدي ونهاد سمير، في برنامج «صباح البلد»، المذاع على قناة صدى البلد، أن الحرب التجارية بدأت فعليا في 16 يناير 2025، أي قبل تولي ترامب رسميا، وهو ما تسبب في سلسلة من الارتفاعات المتتالية في أسعار الذهب عالميا، مضيفا: أن التصعيد في التصريحات الاقتصادية دفع الدول الصناعية الكبرى، وعلى رأسها الصين، إلى الرد بالمثل عبر فرض رسوم جمركية معادلة على المنتجات الأمريكية، ما زاد من حدة التوترات الاقتصادية.
وأشار واصف إلى أن حالة الهزة التي شهدها الدولار دفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن، ما رفع من معدلات الإقبال على الذهب في البورصات العالمية.
وأكد أن البنوك المركزية العالمية لجأت إلى تعزيز احتياطاتها من خام الذهب تحسبا لأي تراجع محتمل في قيمة الدولار، ما أدى إلى ارتفاع الطلب على المعدن الأصفر عالميا، موضحا أن تراجع الدولار أمام العملات الكبرى يشعل أسعار الذهب عالميا، وأن المعدن الأصفر يصعد ويهبط بشكل لحظي.