في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية وتداعيات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، عاد الأمل مجددًا إلى أسواق المعادن بعد تصريحات إيجابية صدرت عن وزارة التجارة الصينية، أشارت فيها إلى إمكانية استئناف الحوار التجاري مع الولايات المتحدة. هذه الإشارات رفعت من معنويات المستثمرين، وأعادت الثقة في استقرار سلاسل الإمداد العالمية، خاصة في أسواق السلع والمعادن الأساسية التي تأثرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية بالرسوم الجمركية المرتفعة.
ويأتي صعود أسعار النحاس لليوم الثاني على التوالي كأحد أبرز انعكاسات هذه التطورات، وسط حالة من الترقب لنتائج تقرير الوظائف الأمريكي الذي قد يُظهر مدى تأثير الرسوم الجمركية على سوق العمل الأمريكي، ومدى ارتباطها بمعدلات التوظيف والنمو الصناعي.

الصين تُبدد المخاوف التجارية وتنعش الأسواق
أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها تنظر بإيجابية إلى مقترح أمريكي بفتح حوار تجاري جديد، في خطوة اعتبرها المحللون بمثابة بداية انفراجة في العلاقة التجارية المتوترة منذ سنوات، والتي شهدت فرض رسوم متبادلة أربكت الأسواق العالمية. ورفضت الصين سابقًا تقديم تنازلات أمام الرسوم التي فرضتها واشنطن بنسبة وصلت إلى 145%، إلا أن التصريحات الأخيرة فتحت بابًا للتفاؤل في أوساط المستثمرين.
مكاسب جديدة للمعدن الأحمر والأسواق تترقب
سجل سعر النحاس ارتفاعًا بنسبة 1.6% ليصل إلى 9351 دولارًا للطن في بورصة لندن للمعادن، محققًا مكاسب متواصلة للجلسة الثانية، رغم استقراره النسبي على مدار الأسبوع. وتُعزى هذه المكاسب إلى عودة الإقبال على الأصول ذات المخاطر العالية، بدافع تفاؤل المستثمرين بانفراجة محتملة في التوترات التجارية.
القصدير وخام الحديد يواكبان الارتفاع
لم يقتصر الارتفاع على النحاس فحسب، بل قادت أسعار القصدير المكاسب بين المعادن الأساسية، بصعود بلغ 1.7%، فيما ارتفعت أيضًا العقود الآجلة لخام الحديد في سنغافورة بنسبة 0.7% لتسجل 95.75 دولارًا للطن، رغم إغلاق الأسواق الصينية بسبب عطلة رسمية.
ترقب لنتائج تقرير الوظائف الأمريكي
وفي ظل هذه الأجواء، تتجه الأنظار إلى تقرير الوظائف الأمريكي المنتظر صدوره لاحقًا، بحثًا عن مؤشرات على مدى تأثر سوق العمل بالتوترات التجارية. وتشير التوقعات إلى احتمالية تراجع وتيرة التوظيف، مما قد يلقي الضوء على التأثير طويل الأمد للرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي الأمريكي والعالمي.